أشاد الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، أبو الفضل بعجي، بمواقف الجزائر المشرفة من خلال مناصرتها لكل قضايا التحرر العادلة، وموقف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في هذا الظرف الذي يشهد فيه قطاع غزة إبادة جماعية، أمام صمت دولي رهيب. جدّد بعجي في كلمة ألقاها خلال أشغال الدورة العادية الأخيرة للحزب قبل انعقاد مؤتمره 11 المزمع في 11 نوفمبر القادم، أمس، بقصر المؤتمرات "عبد اللطيف رحال" بالجزائر، دعم تشكيلته السياسية للقضية الفلسطينية، مبرزا أن المقاومة "حق مشروع" للشعب الفلسطيني في مواجهة "المحرقة الصهيونية بتواطؤ مكشوف للغرب". وثمّن في نفس الإطار المواقف المشرفة لرئيس الجمهورية تجاه القضية الفلسطينية لاسيما في هذا الظرف بالذات، حيث تعرف فيه غزة إبادة جماعية ضد الأبرياء. وفي سياق آخر، ألح الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني على ضرورة تعزيز وحدة الحزب ورص صفوفه، للتوجه نحو إعادة بناءه، بعيدا عن الانقسام والصراع والإقصاء والتهميش، وذلك باعتماد منهجية عمل جديدة لبعث الروح في مكونات الحزب وهياكله ومقاومة انحساره بعدما فقد الكثير من تجانسه وشعبياته. كما أكد أنه حان الأوان للمّ شمل المناضلين وتوحيد صفوف الحزب بعد الظروف الصعبة والمعقدة التي عاشها بسبب الصراعات القائمة بين أجنحته، والتي أدت إلى ظهور محافظات وقسمات موازية كل واحدة منها تدعي الشرعية في ظل عدم وجود هيكل نظامي وطني مستقر. وأشار أن المؤتمر 11 سيكون محطة جديدة للأفالان، مؤكدا أن عملية انتخاب المندوبين تمت ب"شفافية تامة والشعور بالمسؤولية في إنجاح هذا الحدث"، بدون تسجيل أي احتجاجات، معلنا أن الحزب اختار شعار "نتجدّد ولا نتبدّد" لمؤتمره لما يمثله من أهمية له كامتحان وتحدي، قائلا "هذا الشعار الذي سبق رفعه في الانتخابات المحلية والتشريعية يعد ردا على من يريد إدخال الأفلان للمتحف، ليبين بأنه لا يزال عنوان الساحة السياسية وقوة سياسية أولى بإرادة الشعب". وأضاف بعجي أن الحزب تمكن من تطهير هذه الوضعية من خلال عمليات الرقابة وتفعيل لجان الانضباط المحلية والمركزية والمشاركة في مختلف الاستحقاقات التشريعية والمحلية. وذكر المتحدث بأن الأفالان اختار طريقه في خدمة الشعب والوطن، مضيفا أنه "شريك فعلي في بناء الجزائر الجديدة"، مشيرا إلى أن التطوّر الحاصل في الحزب كان نتيجة لنقد ذاتي ومراجعات دائمة ومتواصلة من خلال قراءة وافية لمسار الحزب خلال 20 سنة الأخيرة، واستخلاص الدروس وتدارك الأخطاء وتطوير وسائل العمل. وعرفت أشغال اللجنة المركزية العادية الأخيرة قبل انقاد المؤتمر 11 للحزب والتي حملت اسم المجاهدين الراحلين "عثمان بلوزداد" و"يوسف الخطيب"، المصادقة بالأغلبية على التقرير المالي والأدبي للحزب، والمصادقة على وثائق المؤتمر القادم منها القانون الأساسي، البرنامج العام، المنطلقات الفكرية، واللائحة السياسية.