سيتم اليوم بالمؤسسة العقابية للحراش تكريم الناجحين المتفوقين من النزلاء في امتحانات شهادة البكالوريا والتعليم المتوسط بحضور وزير العدل حافظ الأختام الطيب بلعيز وعائلات الناجحين الذين بلغ عددهم هذا العام 76 ناجحا من بينهم ست نساء بينما استفاد 20 من الناجحين من العفو الرئاسي الأخير و20 آخرين استفادوا من تخفيض العقوبة. عاش أمس نزلاء المؤسسة العقابية للحراش، أجواء الفرحة والتفاؤل بمناسبة التحضيرات التي كانت تجري لإقامة حفل التكريم الذي ستحتضنه اليوم ساحة المؤسسة والذي سيشرف عليه وزير العدل حافظ الأختام. وستكون المناسبة فرصة للناجحين في امتحانات شهادتي الباكالوريا والتعليم المتوسط للقاء عائلاتهم المدعوة من طرف إدارة المؤسسة لحضور الحفل الذي ستقدم خلاله هدايا تشجيعية للفائزين من بينها كتب قيمة ومجموعة من الألبسة. وبالمناسبة حاورت "المساء" بعض الفائزين الذين عبروا عن فرحتهم غير العادية كونهم تمكنوا من تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه خارج السجن. فبحي النساء استقبلتنا الناجحات الأربع بشهادة الباكالوريا وبدون تردد عبرن عن كل ما في مكنونهن من مشاعر الفرحة والتفاؤل. (ف ب) أول من تحدثت إلينا لم تستغرب زيارتنا كونها سبق وأن زرناها العام الماضي وهي من بين الناجحات وهاهي اليوم تنتزع البكالوريا مرة أخرى بمعدل 11.98 " هدفي من إصراري على إجراء امتحان البكالوريا في كل عام هو الاستفادة من العفو الرئاسي صحيح أنني لا استوفي الشروط لذلك، ولكنني سوف لن أتوقف عن إجراء الامتحانات وخاصة الباكالوريا لأنني اعلم أن رئيس الجمهورية يشجع السجينات على مواصلة الدراسة والمثابرة بتخفيف عقوباتهن والعفو عنهن عند تسجيل النتائج الجيدة ولذلك فأملي كبير في مواصلة مشواري الجامعي خارج السجن وفي إعادة إدماجي في المجتمع وفي أسرتي". علما أن هذه السجينة تزاول دراستها الجامعية عن طريق المراسلة بجامعة التكوين المتواصل وهي تستعد لمناقشة رسالتها لنيل الشهادة النهائية فرع قانون أعمال إضافة إلى أنها تحصلت على شهادة في الإعلام الآلي داخل المؤسسة. أما (س ح) 28 سنة من العاصمة، اعترفت أن نجاحها في البكالوريا غير كل حياتها خاصة وأنه لم يبق عن الإفراج عنها سوى أربعة أشهر . وبكل ارتياح أخبرتنا أنها قامت بالتسجيلات الأولية لتلتحق بكلية الحقوق وحلمها أن تصبح قاضية "في الحقيقة أنا فرحة أكثر لأمي التي بكت من الفرحة يوم علمها بالنتيجة تضيف السجينة (س-ح) التي تحصلت على معدل 11.41 مما يجعلها من الأوائل اللواتي يكرمهن وزير العدل اليوم. في حين رفضت (م ح) 26 سنة إعطاء رقم ترشيحها الخاص بالامتحانات لعائلتها حتى تفاجئهم هي بالنتيجة وكان لها ذلك "تحصلت على هذه الشهادة للمرة الثانية الأولى كانت خارج المؤسسة في شعبة العلوم والثانية هذه السنة في شعبة الآداب التي تطمح من خلالها إلى الالتحاق بقسم الترجمة عندما تسمح لها الظروف بذلك. وبقسم الرجال حيث استقبلنا بفرقة الزرنة التابعة للمؤسسة التي كانت تُحضر لحفل التكريم حاورنا أحد الناجحين وهو عضو بالفرقة السالفة الذكر (س ز)27 سنة من العاصمة تحصل على معدل11.12، وهو يدخل المؤسسة كان مستواه لا يتعدى السنة الثالثة ثانوي لكن ما أبكى هذا السجين من شدة الفرح هو زيارة والده بمجرد علمه بالنتيجة بعد امتناعه عن زيارته منذ ثلاث سنوات، حيث استفاد هذا الأخير من تخفيض عقوبة مدتها 26 شهرا ولم يبق عن الإفراج عنه نهائيا إلاّ بعض الأشهر، ومثل (س.ز) استطاع كل من (ه-س) و(ز.ر) و(غ.م) افتكاك شهادة البكالوريا بمعدلات تتراوح ما بين 11.58 و12.20 ورغبتهم كبيرة في الالتحاق إما بكلية الحقوق أو بمعهد الإعلام والاتصال . رئيس قسم التكوين والإدماج بمؤسسة الحراش أشار إلى أنه تم اقتراح 11 سجينا للاستفادة من الحرية النصفية من المنتظر أن تبت فيها لجنة تطبيق العقوبات التي ستجتمع قريبا لدراسة ملفات السجناء الآخرين غير المعنيين بقرار العفو وتخفيض العقوبة وذلك للنظر في إمكانية استفادتهم من الامتيازات الأخرى التي يتيحها القانون وهي الحرية النصفية والإفراج المشروط. علما أن الناجحين الذين لن يستفيدوا من الامتيازات المذكورة يبقى أمامهم إمكانية متابعة دروس جامعة التكوين المتواصل والاستفادة من رخصة الخروج لزيارة الأهل والزيارات المقربة داخل السجن . وكان المدير العام لإدارة السجون السيد مختار فليون، قد أوضح قبل أيام أن 128 مسجونا ناجحا في شهادة التعليم المتوسط استفادوا من العفو الرئاسي كليا و132 آخرين استفادوا من تخفيضات في العقوبات بينما استفاد 34 سجينا ناجحا في شهادة البكالوريا من العفو الكلي في حين استفاد ناجحان اثنان في نفس الشهادة من تخفيض في العقوبة. للإشارة فإن العدد الإجمالي للمساجين الناجحين في شهادة البكالوريا للسنة الدراسية المنتهية بلغ481 أي بنسبة 40 بالمائة، حيث بلغ عدد المترشحين1201 . أما الناجحون في شهادة التعليم المتوسط فبلغ 772 أي بنسبة37 بالمائة ضمن المترشحين البالغ عددهم 2085 مترشح.