من المقرر أن تنطلق هذا الخميس بالعاصمة السويسرية جنيف الدورة العاشرة من المفاوضات بين الجزائر ومنظمة التجارة العالمية الرامية إلى استكمال الإجراءات التي تسمح للجزائر بالانضمام رسميا إلى هذه المنظمة· وكان وزير الاتصال عبد الرشيد بوكرزازة قد أعلن شهر ديسمبر الماضي عن موعد إجراء هذه الدورة حين أشار إلى تاريخ ال17 جانفي الجاري، مشيرا إلى أهمية هذه الدورة التي قال أنها ستكون "حيوية"· وأبدى حينها تفاؤله بمجريات هذه الدورة التي تأمل الجزائر في أن تكون حاسمة لأمر الانضمام الذي طال كثيرا· وقال أن الوفد الجزائري المفاوض الذي يقوده وزير التجارة الهاشمي جعبوب يحمل في جعبته "مقترحات جيدة" تتعلق بقطاعي السلع والخدمات· واعتبر أن الجولة المقبلة ستحدد ما إذا كانت الجزائر ستنضم مباشرة إلى المنظمة أم تؤجل ذلك إلى موعد آخر· وعشية بدء الدورة العاشرة أكد وزير التجارة الهاشمي جعبوب في تصريح لجريدة وطنية، أن هذه الأخيرة ستكون حاسمة مشيرا إلى أن الجزائر "قلصت من نقاط الاختلاف بينها وبين أعضاء المنظمة إلى أدنى حد"· وكشف جعبوب بأن الجزائر ستسعى بجنيف إلى التوقيع على اتفاق ثنائي مع دولتين لم يحددهما لكنه قال أنه تم التأكد من موافقة الأولى، وهو ماسيرفع عدد الدول التي اتفقت معها الجزائر إلى ثمانية من مجموع 14 تفاوضت معها·وأشار إلى أن التباين مع كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية الذي كان السبب في تعطيل المفاوضات مع المنظمة وتأخير تاريخ الانضمام النهائي للجزائر تم "القضاء عليه"· واستنادا لتصريحات رئيس الوفد الجزائري المفاوض فإن المسائل التي تظل تشكل مصدر انشغال لدى الدول المفاوضة تتعلق أساسا بملفات تحويل الأموال والخوصصة وتسيير المؤسسات العمومية وكذا التقليد ورخص الاستيراد·في هذا السياق لم يتردد في القول بأن العودة إلى استيراد السيارات القديمة مطلب من مطالب منظمة التجارة العالمية التي تلح على مبدأ حرية تنقل السلع وحرية التجارة· وأكد أنه يتم حاليا التفكير في اقتراحات من أجل إعادة الترخيص لاستيراد هذا النوع من السيارات تأخذ بعين الاعتبار المراقبة الصارمة للعملية· يذكر أن الجزائر كانت قد قدمت أول طلب للانضمام إلى المنظمة في جوان 1987 لكن سرعان ما جمد الملف ليفتح من جديد في جويلية 1996 حين قدمت الجزائر أول مذكرة، لتبدأ سلسلة المفاوضات بين الطرفين في 1998 · وتم تقديم أول عرض بالنسبة للسلع في فيفري 2002 وكان الأخير في جانفي 2005 · أما بالنسبة للخدمات فتم تقديم العرض الأولي في ماي 2005، والعرض الأخير في مارس 2007 حسب ما أوضحته منظمة التجارة العالمية· مع العلم أنه تمت صياغة مشروع تقرير مجموعة العمل في جوان 2006 أي بعد الدورة التاسعة للمفاوضات التي أجريت في أكتوبر 2005 وترغب الجزائر في استكمال انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية قبل نهاية دورة الدوحة التي شهدت مشاكل عديدة على المستوى الداخلي للمنظمة، تتعلق خصوصا بالإشكال الدائر بين الدول المتقدمة والدول النامية حول الدعم المقدم للفلاحين وفتح أسواق دول الشمال للمنتجات الفلاحية لدول الجنوب عملا بحرية التجارة التي تعتبرها المنظمة مبدأ راسخا·