لم يجد المدير العام لوزارة الصحة بغزّة، منير البرش، أمس، من وصف لهول الدمار وحجم الكارثة التي خلّفها قصف الاحتلال الصهيوني الهمجي على مدار قرابة 50 يوما على القطاع، إلا القول بأن "الاحتلال حوّل غزّة إلى مدينة أشباح بمشاهد أفظع مما خلّفته الحرب العالمية"، مؤكدا عدم إمكانية إحصاء عدد الشهداء "لهول وفظاعة المشهد في غزّة". أكد البرش، في تصريحات صحفية أمس، أن الاحتلال قنص طواقم طبية خرجت إلى ما سمي "ممرا آمنا" في يوم الهدنة، ملاحظا بأن "هذا الاحتلال يستهدف الجسم الطبي كي يفقد الناس الأمان". وقال "نعيش صدمة ورعبا أمام المشاهد التي خلّفها الاحتلال بالمستشفى الإندونيسي.. ولا نستطيع إعادة مجمع الشفاء للخدمة إلا إذا وصل ما يكفي من معدات ووقود". وناشد المسؤول الصحي في غزة، الأطباء والعاملين بمختلف أرجاء القطاع العودة إلى أماكن عملهم ضمن مسعى لإعادة المستشفيات للخدمة لبعث الأمل لدى أهالي القطاع، مبديا في الوقت نفسه مخاوفه من غياب ضمانات حول عدم استهداف الاحتلال للمستشفيات مجددا. من جانبه نبّه مسؤول الفريق الطبي النرويجي لقطاع غزّة، مادس غيلبرت، إلى أن عدد شاحنات الإغاثة الذي سمح بدخولها إلى القطاع غير كاف، مشيرا إلى أن 75 بالمائة من مستشفيات قطاع غزّة خارج الخدمة ووصف الوضع بأنه شديد الصعوبة في القطاع، حيث شن الاحتلال هجوما عنيفا على النظام الصحي. أما منظمة أطباء بلا حدود، فقد أعلنت عن تمكنها من إدخال معدات طبية لغزّة، تتيح إجراء العمليات الجراحية، في وقت يوجد فيه العديد من المرضى بالمستشفيات بحاجة ماسة إلى عناية فائقة من دون إمكانية توفيرها لهم في ظل الظروف الحالية. ذلك ما جعل منسقة المنظمة بالأراضي الفلسطينية المحتلّة، تؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار في غزّة لإعادة المستشفيات إلى العمل، خاصة بعد خسارة الكثير من الطواقم الطبية وتضرر المنشآت الطبية في وضع وصفته المنظمة بأنه "غير مقبول". أمام الوضع الكارثي الذي تشهده المنظومة الصحية في غزّة، أعربت منظمة الصحة العالمية، أمس، عن قلقها إزاء مصير مدير مستشفى الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، الذي اعتقلته قوات الاحتلال على إثر محاصرتها وقصفها للمجمع الطبي الواقع شمال غزّة إلى جانب 5 أفراد أخرين من الطاقم الطبي للمشفى. وقال بيان للمنظمة أمس، إن أبو سلمية تم اعتقاله منذ 22 نوفمبر الجاري، عندما كان يقوم رفقة زملاء له بمهمة أممية في إجلاء مرضى، مشيرة أيضا إلى اعتقال ثلاثة عناصر من الفريق الطبي لوزارة الصحة في غزّة وثلاثة عناصر من لجنة الصليب الأحمر. وأضاف البيان أنه "تم فيما بعد الإفراج عن عنصرين من هؤلاء من دون أن تتوفر لدى المنظمة أية معلومات عن العناصر الأربعة المعتقلين إلى جانب مدير المشفى" وطالبت المنظمة الاحتلال الصهيوني بضرورة احترام كامل حقوقهم الشرعية والإنسانية.ومع تجلي هول الكارثة أكثر فأكثر في اليوم الثاني من الهدنة، ناشد الدفاع المدني بغزّة الدول العربية تزويد فرقه بالمعدات التي تساعدها على انتشال جثث الشهداء من تحت أنقاض المنازل، خاصة وأن هذه الفرق عادت بعد أيام من الإنقطاع بسبب القصف الصهيوني المكثف إلى شرق القطاع، وتعمل على انتشال الجثث من تحت المنازل التي قصفها الاحتلال. وصول أولى شاحنات الإغاثة إلى مدينة غزّة المنكوبة بدأ في اليوم الثاني من الهدنة الإنسانية المؤقتة المعلن عنها بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والكيان الصهيوني، وصول أولى قوافل المساعدات إلى مدينة غزّة وشمال القطاع المنكوبين، وذلك بعد قرابة 50 يوما من القصف والتمدير الدموي والهمجي راح ضحيته 55 ألف فلسطيني، ما بين شهيد وجريح ومفقود تحت الأنقاض غالبيتهم العظمى من الأطفال والنساء. ووصلت أولى شاحنات الإغاثة إلى شمال غزّة بالتزامن مع بدء دخول دفعة جديدة من شاحنات الوقود إلى القطاع عن طريق معبر رفح البري في شمال سيناء. وقال رئيس فرع الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء، خالد زايد، في تصريحات صحفية إن الدفعة الجديدة تضم 3 شاحنات تحمل 130 ألف لتر من الوقود "السولار" و4 شاحنات من غاز المنازل. وأوضح أنه سيتم تسليم شاحنات الوقود إلى الهلال الأحمر الفلسطيني، في وجود مندوب من وكالة الأممالمتحدة لتشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" لتوزيعها في مناطق شمال وجنوب قطاع غزّة. وتحدث الهلال الأحمر الفلسطيني، عن انطلاق قافلة مكونة من 61 شاحنة مساعدات إنسانية من رفح جنوب قطاع غزّة نحو مدينة غزّة وشمالها تحمل مواد إغاثية وغذائية ومياها للشرب وأدوية الرعاية الأولية ومستلزمات إسعافية، مشيرا إلى أن هذه القافلة هي أكبر قافلة مساعدات تصل إلى غزّة والشمال منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة قبل 50 يوما، فيما قال مدير الإعلام في ذات الهيئة، رائد النمس، إنه سيتم توزيع هذه المساعدات بواسطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ومنظمة الصحة العالمية ومتطوعين من الهلال الأحمر الفلسطيني. منذ السابع من أكتوبر الماضي.. استشهاد 66 صحفيا وعاملا في قطاع الإعلام بغزة أعلنت نقابة الصحفيين الفلسطينيين عن استشهاد 66 من الصحفيين والعاملين في قطاع الإعلام منذ بدء العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي. قالت النقابة في حصيلة نشرتها، أمس، إن 66 شخصا من الصحفيين والعاملين في قطاع الإعلام استشهدوا منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، موضحة أن من ضمن هذه الحصيلة ست صحفيات. وأضافت أن "هناك صحفيان مفقودان فيما يوجد 31 صحفيا أسيرا اعتقلتهم سلطات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية". ودعت النقابة، كافة المؤسسات الدولية والعربية والفلسطينية العاملة في القطاع النسوي والحقوقي الى متابعة وملاحقة الاحتلال الصهيوني على جرائمه بحق الصحفيات. وقال رئيس لجنة الحريات في النقابة، محمد اللحام، إن "الاحتلال يستهدف الجمع الفلسطيني بجرائم أمام العالم وإن الزميلات الصحفيات الشهيدات صاحبات سيرة واعدة وناضجة بالعمل الصحفي، طالهن الاستهداف مع أفراد عائلاتهن دون ذنب سوى المهنية الإعلامية التي ساهمت بالكشف أكثر عن الوجه القبيح للاحتلال". وكان الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين، أنطوني بيلانجي، قد أكد أن اللجنة التنفيذية للاتحاد ستعقد يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين اجتماعا لمناقشة تقديم شكوى متعلقة بجرائم الاحتلال الصهيوني المرتكبة بحق الصحفيين الفلسطينيين إلى المحكمة الجنائية الدولية.