المقاومة تتعهّد بالمواجهة بكامل قوّتها ساعات مرعبة يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة بسبب ارتفاع وتيرة العدوان الصهيوني الذي بلغ أعلى درجات همجيته مع اشتداد الغارات وتوغل مجموعات من قوات الاحتلال إلى داخل القطاع في اختبار على ما يبدو للاجتياح البري المرتقب، وكلّ هذا التصعيد يتمّ بعيدا عن أعين العالم بعد أن عمد الصهاينة إلى قطع كافة الاتصالات عن غزة وعزلها عن العالم حتى يتمكّن سفّاكو الدّماء من ارتكاب مذابحهم دون أن ينتقدهم أحد. شهد أهالي غزة إحدى أكثر الليالي دموية مع دخول عدوان الاحتلال الصهيوني الوحشي على القطاع أسبوعه الرابع، حيث كثفت آلة الدمار والقتل االصهيونية قصفها جوا وبرا وبحرا، ما أدى إلى انقطاع كافة خدمات الاتصالات والإنترنت وسط مخاوف من مجازر مروعة في حق المدنيين الفلسطينيين بعد عزلهم عن العالم. وشن جيش الاحتلال على مدار الساعات الماضية قصفا عنيفا على مختلف مناطق غزة، تركز في محيط مستشفيي الشفاء والإندونيسي وسط القطاع، إذ أغارت المقاتلات الصهيونية أكثر من عشر مرات على محيط هذين المستشفيين. وتصاعدت المخاوف من قصف المستشفيين وارتكاب مجازر جديدة، خصوصا مع اتهام الصهاينة للمقاومة باستخدام مشفى الشفاء في نشاطها، وهو عمليا، قد يكون تمهيدا لتنفيذ مذبحة على غرار تلك التي ارتكبت في المشفى المعمداني. واتهم متحدث باسم الجيش الصهيوني حركة حماس باستخدام المستشفيات في قطاع غزة كمراكز عمليات. وزعم إن "حماس تشنّ الحرب من المستشفيات"، مضيفا أنها "تستخدم أيضا الوقود المخزّن في هذه المرافق لتنفيذ عملياتها". وحدّد على وجه التحديد مستشفى الشفاء، وهو أكبر منشأة طبية في غزة. استهداف محتمل لمستشفى الشفاء لكن حماس سارعت إلى نفي أكاذيب الاحتلال، وقالت إنه لا أساس لها من الصحة، وقال القيادي في الحركة، عزت الرشق: "لا أساس من الصحة لما ورد على لسان المتحدث باسم جيش العدو، وهذه تضاف لسلسلة الأكاذيب التي يبني عليها روايته"، معتبرا أن دولة الاحتلال تمهّد "لارتكاب مجزرة جديدة بحق أبناء شعبنا". واتهم الرشق في بيان الاحتلال بالتحضير لقصف مستشفى الشفاء، وقال إن "المجزرة ستكون أكبر من مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني"، مشيرا إلى وجود "أكثر من 40 ألف نازح في مستشفى الشفاء". واعتبر أن تهديد الصهاينة لمستشفى "الشفاء" بمثابة "حكم بالإعدام" على المرضى والجرحى والنازحين في القطاع. هل بدأ الإجتياح البري؟ وعلى الأرض، نفذ الاحتلال هجوما بريا مسبوقا بغارات جوية عنيفة غير مسبوقة، قابله تصدّ من جانب المقاومة الفلسطينية، في اختبار - على ما يبدو – ل«الاجتياح" المرتقب وفق ما رأى عدد من الخبراء والمحللين العسكريين. وبرأي هؤلاء الخبراء، فإن ما جرى أشبه بالامتحان الأول لوحدات الجيش الصهيوني، لمعرفة جهوزيتها، واختبار أيضا لمقاتلي حماس، ومواقع تمركزهم. أما الهدف الأهم من هذا التوغل الكبير فهوالوصول إلى الأنفاق، حيث مراكز القيادة العسكرية لحماس والصواريخ والأسلحة الهجومية والبنى التحتية. قصف بالفسفور الابيض في الأثناء، وبينما أكدت حركة حماس أن مقاتليها في غزة اشتبكوا مع القوات الصهيونية في بلدة بيت حانون في شمال شرق غزة وفي البريج بوسط القطاع،و شدّدت على استعدادهم لمواجهة هجمات الاحتلال بقوة كاملة بعدما وسع الجيش الصهيوني هجماته الجوية والبرية، أفاد المركز الفلسطيني للإعلام في ساعة مبكرة من نهار أمس بأن الطائرات الصهيونية أطلقت قنابل الفسفور الأبيض على وسط غزة. وعلى وقع القصف العنيف جوا وبراً على غزة، أعلنت شركات الاتصالات وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن خدمات الإنترنت والهاتف انقطعت نتيجة القصف. وقال الهلال الأحمر إنه فقد تماما كافة الاتصالات مع غرفة عملياته في غزة وكذلك فرقه العاملة هناك. وباتت فرق الإنقاذ لا تستطيع تلقي اتصالات الطوارئ. يذكر أنه إلى جانب القصف العنيف على قطاع محاصر ومكتظ بالسكان، يشكل قطع الاتصالات والإنترنت كارثة انسانية إذ يمنع التواصل بين الفرق الطبية والإسعاف لنقل الجرحى والمصابين، ما يفاقم معاناة الفلسطينيين في غزة، ويرفع عدد الشهداء بحسب ما أكدت العديد من المنظمات الأممية والإنسانية. مجازر بعيدا عن الأعين أعلنت مصادر فلسطينية، أن قطع الاتصالات والإنترنت عن غزة وتصعيد القصف برا وبحرا وجوا يُنذر بنية الاحتلال ارتكاب مزيد من المجازر بعيدا عن أعين الصحافة والعالم. وقالت المصادر: "سلطات الاحتلال الصهيوني تقطع الاتصالات ومعظم الانترنت بالكامل لارتكاب مجازر"، مضيفة أن الجيش الصهيوني يقوم "بقصف جوي وبري ومن البحر دموي انتقامي هو الأعنف منذ بدء الحرب على مدينة غزة ومخيم الشاطئ وكافة مناطق شمال القطاع". واستهدفت الغارات الصهيونية بشكل خاص، مناطق في محيط مستشفيي الشفاء والإندونيسي (شمال) ومخيم البريج (وسط) في قطاع غزة. وقال الاحتلال في تصريحات صحافية إنه "يواصل توجيه ضربات هي الاقوى منذ بداية العدوان تستهدف حركة حماس. وردا على هذا القصف، أعلنت حركة حماس أنها أطلقت مساء الجمعة "رشقات صاروخية" في اتجاه الكيان الصهيوني . حصيلة الشهداء تقترب من 8 آلاف أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس السبت، ارتفاع عدد شهداء القصف الصهيوني إلى 7703 بينهم 3595 طفلا. وقالت الوزارة، "ارتفاع عدد شهداء العدوان الصهيوني إلى 7703، من بينهم 3595 طفلا، والمصابين إلى 19734". وأضافت أن دولة الاحتلال "ارتكبت 53 مجزرة" في حربها على القطاع.