انتقل إلى جوار ربه يوم 5 ديسمبر الجاري الأستاذ والباحث اللساني رياض مسيس، وهو أستاذ بقسم اللغة والأدب العربي بجامعة سكيكدة، مخلّفا صدمة كبيرة عند الزملاء والطلبة وكل الأسرة الجامعية، وهو المعروف بطيبته وتواضعه وحبّه لكلّ أفعال الخير، والحرص على مساعدة الطلبة بالمراجع والتوجيه، مع التزام كبير بأخلاقيات وآداب مهنة التدريس الجامعي. وهو باحث متخصّص في اللسانيات وتحليل الخطاب، ومهتم في دراساته برؤى الناقد جان ميشال آدام. كما نشر مجموعة من المقالات حول التحليل اللساني للنصوص والخطاب، وقضايا التراث والحداثة. كما شارك في ملتقيات وطنية ودولية داخل الوطن وخارجه. وأشرف على مذكرات جامعية كثيرة في الليسانس والماستر. وسبق له تدريس اللسانيات بقسم علوم الإعلام بجامعة عنابة بصفة مؤقت بداية سنوات 2000، قبل أن يلتحق بطاقم التدريس في قسم الأدب العربي بجامعة سكيكدة، ويكون من أبرز الأسماء العلمية التي ساهمت في الارتقاء بالقسم وكلية الآداب واللغات، ودعم المقاييس اللسانية، والتعريف بها وبمناهجها ومدارسها للطلبة والباحثين. كما فتح ماستر لسانيات الخطاب وتابعه بتفان وإخلاص، إلى درجة تمكن الكثير من طلبة التخصص من النجاح في مسابقات الدكتوراه في جامعات مختلفة. كما هو رئيس شعبة النقد الأدبي، وأستاذ فلسفة النقد، والتحليل اللساني. كما سبق أن تقلّد منصب نائب عميد للبيداغوجيا ومسائل الطلبة، بالإضافة إلى عضوية اللجنة العلمية في القسم. وقد ساهم في إنجاح الكثير من الملتقيات العلمية في النقد والأدب واللغة العربية واللسانيات؛ من خلال لجان التنظيم، واللجان العلمية، وإدارة الجلسات حضوريا وعن بعد. كما إنّ المرحوم رياض مسيس ناشط جمعوي وثقافي بمدينة سكيكدة، فهو عضو جمعية الشاطئ للفنون والأدب، وساهم في الندوات والبرامج الثقافية بمؤسسات القطاع الثقافي. وكانت النشاطات الثقافية التضامنية مع أهلنا في غزة هي آخر النشاطات التي حضرها الأستاذ الراحل، فقد حضر في يوم واحد (28-11-2023) نشاطين، الأوّل بقسم الأدب العربي بالجامعة صباحا، والثاني بالمكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية بسكيكدة في المساء.
