كشف الدكتور عمر بلوط، رئيس قسم الآثار بجامعة قسنطينة 2، عن أنّ أصول العمارة الإسلامية منبثقة من مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي يُعدّ النواة الرئيسة لجميع العمائر الإسلامية منذ القرن السادس ميلادي. كما أبرزت الدكتورة فهيمة رزقي من نفس الجامعة، الدور الذي تلعبه دُور الضرب والسكة (العملة) في الجانبين الاقتصادي والجغرافي. شكّل موضوعا "مراحل تطور العمارة الإسلامية" و«دُور ضرب السكة بالمغرب الأوسط" ، محور ندوة علمية بالمتحف العمومي الوطني بسطيف، في إطار سلسلة الندوات العلمية التي تعنى بالتعريف بالموروث الثقافي الوطني المادي وغير المادي، بالتنسيق مع الجامعات ومراكز البحث والمتاحف الجزائرية، حضرها إلى جانب أثريين ومختصين في التاريخ، طلبة قسم الآثار والتاريخ بجامعة "محمد لمين دباغين" سطيف2. وأوضح الدكتور بلوط في محاضرة عنوانها "بوادر ظهور العمارة الدينية الإسلامية ومراحل تطوّرها"، أن أصول العمارة الإسلامية منبثقة من مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي يُعدّ النواة الرئيسة لجميع العمائر الإسلامية منذ القرن السادس الميلادي. وعرفت العمارة الإسلامية في الجزائر بصفة عامة، والدينية على وجه الخصوص، التي تتمثل في المساجد والزوايا والمدارس، تطورا ملحوظا عبر مختلف العصور؛ سواء من حيث نظامها التخطيطي، أو عناصرها، أو وحداتها العمائرية، أو الصحن، أو المئذنة، أو المحراب، أو المنبر. وأكد المتدخل أنها نواة جميع العمائر الإسلامية في مختلف تشعّباتها وتنوعاتها الدينية والمدنية والسياسية والاقتصادية والعسكرية، وما شابه ذلك، مضيفا أن المساجد الإسلامية لها مخططان رئيسان؛ الأول يسمى بالمخطط المديني؛ نسبة لمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، بالمدينة المنورة. أما المخطط الثاني فنسبة للجامع الأموي بالعاصمة السورية دمشق، ويسمى بالنمط الشامي. وأبرزت الدكتورة فهيمة رزقي، أستاذة بقسم الآثار بجامعة قسنطينة 2، في مداخلة معنونة ب"دُور ضرب السكة، من الفتح الإسلامي إلى نهاية العهد الزياني بالمغرب الأوسط الجزائر"، الدور الذي لعبته دُور الضرب والسكة (العملة)؛ باعتبارها شاهدا ماديا، ودليلا قاطعا لا يمكن الطعن فيه، مضيفة أنها من بين أهم المصادر الأثرية التي تكشف عن حقائق ومعطيات تاريخية اختلف فيها المؤرخون، ويستفاد منها من الجانب الجغرافي والاقتصادي والفني؛ باعتبارها مصدرا يمدّ الباحثين بمعلومات جغرافية واسعة. وكتب الجغرافيين والرحّالة يمكن أن تعطينا وصفا لكل مدينة، وتحدد موقعها، وتبيّن أهميتها الاقتصادية وتعاملت الجزائر بداية من الفتح الإسلامي لبلاد المغرب على يد موسى بن نصير إلى غاية نهاية العهد الزياني، بعملة عربية خالصة، تعددت أنواعها وأصنافها من حيث المعدن، والوزن، والشكل، والمحتوى. ونُظم على هامش هذه الندوة العلمية بقاعة المسكوكات بالمتحف، معرض للنقود العالمية الحديثة المحفوظة بالمتحف، المكوّنة من هبات من مواطنين، ومحجوزات مختلف الأسلاك الأمنية. وشملت مجموعة نقدية يعود أغلبها إلى القرنين التاسع عشر والعشرين، ونقودا ورقية، وسندات بنكية، بالإضافة إلى مجموعة معدنية من الفضة والنحاس والبرونز.