عرفت ولاية بجاية هذه السنة تدفقا هائلا لعدد المصطافين بلغ إلى حد الآن حسب مديرية السياحة للولاية 1.8 مليون مصطاف قدموا من مختلف ولايات الوطن ومن خارجه والعدد حسب نفس المصدر مرشح للارتفاع بالنظر لما تم تسجيله من توافد للسياح السنة الماضية فاق الثلاثة ملايين سائح. وحسب أبناء المنطقة فإن الولاية استرجعت حيويتها السياحة المعهودة بعد عودة الأمن إليها كما استرجعت مكانتها كقطب سياحي يتوفر على مؤهلات طبيعية هامة تتوزع بين شريط ساحلي ساحر وثروة غابية جد هامة. وتعد عاصمة الحماديين بجاية الواقعة على بعد 350 كلم من العاصمة الجزائر أحدى أهم المدن السياحية في الجزائر فإلى جانب كونها مدينة تاريخية احتضنت مؤتمر الصومام التاريخي كانت قبل ذلك وخلال عقود من الزمن مقصدا لرجالات العلم والمعرفة وهي المدينة المعروفة بانتشار الزوايا فيها وعرفت بالكتاتيب القرآنية. وهذه المدينة التاريخية هي كذلك مدينة سياحية بدرجة امتياز واختيرت من قبل وزارة السياحة كأحد أهم الأقطاب السياحية في الجزائر لما تتوفر عليه من مؤهلات سياحية طبيعية متنوعة تشمل شريطا ساحليا متواصلا ومساحات غابية واسعة وكثيفة ومواقع أثرية وتاريخية هي الآن مقصد السياح من كل مكان وهو أمر يتجلى مثلما وقف عليه الطاقم الصحفي الذي رافق المجموعة الولائية لمصالح الدرك الوطني لبجاية من خلال العدد الهائل للعربات والسيارات السياحية التي تجوب المدينة والقادمة من مختلف ربوع الوطن. وقد استدعت هذه الحركة السياحية مثلما جرت عليه العادة عند حلول كل موسم سياحة واصطياف تكثيف مصالح الدرك الوطني تواجدها بمختلف نقاط العبور والمواقع التي تشهد تدفقا كبيرا للسياح القادمين من خارج الوطن ومن مختلف ولاياته البعيدة والقريبة وتلجأ إلى ذلك في إطار مخطط دلفين المعتمد من قبلها للرفع من عدد أعوانها لتأمين الموسم والسهر على راحة المصطافين ومراقبة العربات الوافدة على المدينة وتلك العابرة بالإضافة إلى معاينة السلع المنقولة وتكثيف إجراءات التعرف على هوية الأشخاص وتنظيم حركة المرور على مستوى النقاط المرورية الحساسة والسوداء التي عادة ما تشهد ارتفاعا في حوادث المرور وهو العمل الذي يدعم نشاط اعوان الشرطة الذين يسهرون بدورهم على توفير الأمن و ضمان موسم سياحي ناجح.
1.8 مليون سائح قصدوا المدينة حتى أواخر جويلية لا يميز المتجول في شوارع مدينة بجاية بين ساعات النهار والليل فالحركة السياحية الكثيفة التي يصنعها الأفراد والجماعات المتشكلة من الأصدقاء والعائلات جعلت المدينة موقعا لا ينام سواء كان ذلك على مستوى الشريط الساحلي أو داخل المدينة. وتتميز بجاية بانتشار المخيمات العائلية على مستوى الشواطئ والفضاءات الغابية وحسب اعوان الدرك الوطني القائمين على حراسة شاطئ سوق الاثنين فإن عدد المخيمات العائلية المنصبة على مستوى هذا الشاطئ لوحده فاق 1200 خيمة لكل عائلة وهو ما يعني أن عدد الأشخاص المخيمين بهذا الموقع يفوق هذا العدد بكثير. نفس الأمر ينطبق على الشواطئ الأخرى المسموحة للسباحة والتي بلغ عددها هذه السنة 36 شاطئا منها شاطئ المغارة الذي اختير هذه السنة كشاطئ نموذجي من قبل وزارة السياحة من ضمن 14شاطئا موزعا على 14ولاية ساحلية. المغارة الرومانية المتوغلة في أعماق الجبل على حافة الساحل البجاوي هي موقع سياحي يضاف إلى القائمة وهو موقع فريد من نوعه يقصده مند الساعات الأولى للنهار حتى حدود الساعة السادسة مساء مئات السياح لاستكشاف ما يتمتع به من ارث تاريخي قد يعود بذاكرة أي شخص إلى فترة التواجد الروماني بالجزائر.
المرافق السياحية بالمنطقة بحاجة إلى تأهيل تشهد المدينة السياحة مع حلول كل موسم اصطياف انتعاشا للحركة التجارية ذات الخصوصية التقليدية، حيث يلجأ العديد من الحرفيين إلى عرض منتوجاتهم الحرفية المختلفة والمتنوعة منها الأواني الفخارية والحلي والألبسة التقليدية التي تعد تراثا يميز المنطقة ويعكس التنوع الثقافي للجزائر. ويتوزع بمختلف المواقع السياحية للمدينة منها مدينة تيشي عدد كبير من المرافق السياحية الخدماتية منها المركبات السياحية والفنادق على اختلاف درجات تصنيفها بالإضافة إلى المطاعم والمحلات التي تقدم الوجبات الخفيفة والسريعة وإن يعكس ذالك الاهتمام بتوفير أهم شروط إنجاح الحركة السياحية إلا أن مستوى الخدمات المقدمة بمعظم المرافق لا تزال بحاجة إلى تأهيل حتى تكتمل صورة المدينة السياحية بدرجة امتياز.