أمهلت الإدارة الأمريكيةالجديدة نظيرتها الإيرانية إلى غاية فصل الخريف القادم لتقديم ردها بخصوص عرض الرئيس باراك أوباما الدخول في مفاوضات مباشرة لإقناع طهران بضرورة وقف برنامجها النووي. وكشف وزير الدفاع الأمريكي روبيرت غيتس في تصريح صحفي عقده رفقة نظيره الإسرائيلي ايهود باراك في القدسالمحتلة حيث أجرى محادثات مع مسؤولين إسرائيليين أن الرئيس اوباما يأمل في أن يتلقى ردا إيرانيا بخصوص مطلب المجموعة الدولية حول البرنامج النووي الإيراني مع حلول الخريف القادم أو خلال انعقاد الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة التي عادة ما تعقد منتصف شهر سبتمبر من كل عام. ولم يفوت وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك مناسبة الندوة الصحفية التي عقدها مع غيتس بعد محادثات مطولة بينهما لإعادة التأكيد بأن الكيان الإسرائيلي المحتل مازال متشبثا بموقفه القائم على أساس انه لا يستبعد أي خيار في التعامل مع إيران حتى وان كانت الأولوية أعطيت للدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية. وهو ما يرجح أن لا تنتظر إدارة الاحتلال مزيدا من الوقت للقيام بعدوان جوي ضد المنشآت النووية الإيرانية لمنع إيران من امتلاك القنبلة النووية كما تزعم الدول الغربية وتفندها السلطات الإيرانية. وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما حذر طهران في العاشر من الشهر الجاري بأن المجموعة الدولية لن تصبر طويلا في انتظار رد على عرضها للشروع في حوار مباشر حول الملف النووي. وقال اوباما على هامش قمة رؤوساء الدول الثمانية الأكثر تصنيعا في العالم المنعقدة مؤخرا بإيطاليا أنه لا يمكننا أن ننتظر إلى ما لا نهاية ونسمح بتطوير أسلحة نووية وخرق معاهدات دولية في هذا المجال وان نستفيق في يوم ما لنجد أنفسنا أمام وضعية حرجة ونحن عاجزين على التصرف أو الحركة. وقال الرئيس الأمريكي أن الملف النووي الإيراني سيعاد طرحه على طاولة مجموعة قمة مجموعة العشرين التي ستعقد أشغالها بالولاياتالمتحدة شهر سبتمبر القادم. وفي نفس الوقت الذي تسعى فيه الولاياتالمتحدة إلى استعمال كل الطرق والوسائل من أجل حرمان إيران من حقها في اكتساب التكنولوجيا النووية فإنها لا تتوانى في التأكيد في كل مرة أنها لن تتأخر أبدا عن تقديم مساعدات ضخمة لإسرائيل من أجل ضمان أمنها وحمايتها من أية تهديدات أجنبية في إشارة إلى إيران. وقال وزير الدفاع الأمريكي أمس أن بلاده ستقدم مساعدات عسكرية سنوية ضخمة لإسرائيل لتدعيم دفاعاتها ضد أي تهديد خارجي عليها ونضمن لها الأسلحة الأكثر تطورا في المنطقة. وجاءت التأكيدات الأمريكية في نفس الوقت الذي أكدت فيه السلطات الإيرانية أنها لا تسعى إلى إنتاج أسلحة نووية في رد على تصريحات وزير الدفاع الأمريكي روبيرت غيتس. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية حسن خشاقجي أن إيران من الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي ومن حقنا أن نطور أبحاثا نووية للأغراض السلمية وأكد أن الأسلحة النووية ليست لها مكانا في دفاعاتنا.