ترأس رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون أول أمس، اجتماعا متعلقا بتحضيرات القمة السابعة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز، حسبما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية. يؤكد ترؤس الرئيس تبون لهذا الاجتماع التحضيري، حرصه الشديد على إنجاح هذه القمة الهامة وإشرافه الشخصي على متابعة كل صغيرة وكبيرة لإحاطة الحدث بكافة شروف وظروف النجاح، حيث كان رئيس الجمهورية قد أكد في كلمة ترحيبية عبر الموقع الإلكتروني الخاص بالقمة الذي أطلق الثلاثاء الماضي، أن القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز المقررة بالجزائر من 29 فيفري إلى 2 مارس القادم، تنعقد في سياق يطبعه التركيز المتزايد على الغاز الطبيعي كمصدر طاقوي حاسم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأبرز رئيس الجمهورية كذلك حرص الجزائر على إحاطة هذه القمة بكافة شروط النجاح، لافتا إلى "أهمية التعاون والتضامن" في إطار المنتدى. كما شدّد على أن "المحافظة على هذا المورد الثمين والاستفادة من مزاياه مسؤولية مشتركة ينبغي أن تقوم على إدراك متبادل لمتطلبات توازن المصالح وتقاسم المنافع". من جانبه، قال الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز محمد حامل، إن استضافة الجزائر للقمة هي "شهادة على دورها الرائد في قطاع الغاز الطبيعي" وهو ما يتضح عبر "انجازات رائدة على غرار إطلاق أول مصنع للغاز الطبيعي المسال في عام 1964، وإقامة أول عقود غاز طويلة المدى سنة 1969، وانجاز خط أنابيب تحت البحر يربط بين إفريقيا وأوروبا، وكذا الحفاظ على مكانتها كمورد موثوق للغاز الطبيعي.وسخرت الجزائر كل الإمكانيات لإنجاح قمة الجزائر لمنتدى الدول المصدرة للغاز، حسبما أكده مدير الاستشراف في وزارة الطاقة والمناجم سفيان دقيش، في حوار خص به مؤخرا "المساء"، مشيرا إلى أن السلطات الجزائرية وفّرت كل الظروف والوسائل لإنجاح هذا الموعد، متوقعا أن تكون النسخة السابعة لهذه القمة الأحسن من حيث التنظيم و الأفضل من حيث المشاركة. وكشف عن بلوغ التحضيرات لمرحلة جد متقدمة وفقا للخطة الزمنية المحددة لها، حيث تقوم اللجان المختصة حاليا بمتابعة كل التحضيرات اللوجستية والفنية عن قرب.وتجمع تحاليل الخبراء في مجال الطاقة على أهمية قمة الغاز بالجزائر، لكونها تتصادف مع راهن طاقوي عالمي مميز في ظل الأزمات التي تشهدها عدة مناطق، وكذا التحديات الجديدة التي تطرح على قطاع الطاقة، لاسيما في ظل السباق المتسارع نحو تحقيق الانتقال الطاقوي، الذي يدفع نحو تفضيل أنواع جديدة ومتجدّدة من الطاقات النظيفة.ولأنها رائدة في مجال الغاز ومموّن آمن وموثوق منذ عقود للأسواق العالمية، فإن الجزائر ستعمل ضمن هذه القمة السابعة على طرح القضايا الاستراتيجية ذات الصلة، ومنها الصناعات الغازية والاستثمارات والتمويلات، وكذا التدخلات المتعددة في أسواق الغاز، لاسيما بعد الأزمة الطاقوية التي شهدتها أوروبا، التي تعد من أهم مستهلكي الغاز، فضلا عن التوازن بين متطلبات المنتجين والمستهلكين وكذا مواضيع الساعة المتعلقة بقضايا حماية المناخ والعقود التجارية الطويلة الأمد. كما سيكون البحث العلمي المتعلق بقطاع الغاز، ضمن جدول أعمال القمة التي ستشهد الإطلاق الرسمي لمعهد البحوث التابع للمنتدى والذي ستحتضن الجزائر مقره، حيث سيكون بمثابة المنارة العلمية لسوق الغاز، وستعمل الجزائر ضمنه على تطوير مساهمة الكفاءات في تطوير التقنيات والتكنولوجيات في هذا المجال، والتي أصبحت ذات أهمية بالغة في تطوير الاستثمارات والمشاريع الغازية، وتلك المتعلقة بالطاقات المتجددة ولاسيما إنتاج الهيدروجين الأخضر.