أكد عدد من الفاعلين المسرحيين أن البرنامج التعاوني "المسرح في رحاب الجامعة"، يُعدّ خطوة جادة في مساعي خلق قنوات تواصل بين الجانب العلمي والفني بشتى مشاربه، مشيرين ل«المساء" إلى ضرورة وضع أطر تحفّز على التعاطي مع الفن الرابع في أوساط الطلبة. في هذا الصدد، أكد المدير الفني للمسرح الوطني الجزائري "محيي الدين بشطارزي" جمال قرمي، ل"المساء" ، أن الجامعة هي الخزان الأساس للمبدعين. وأشار إلى أنه حان الوقت لإعادة النظر في كيفية بناء جسر تواصل بين الجامعة والمؤسسات الثقافية، خاصة منها المسرحية، قائلا إن الطالب يجب أن يكون لديه مساحة للترفيه، وفرصة لدراسة الجانب التعليمي في الميدان المسرحي. وتابع محدّث "المساء" أن هذه المبادرة بين وزارتي الثقافة والفنون والتعليم العالي والبحث العلمي، هي بداية لمشروع أرشفة وتوثيق الأعمال المسرحية، مؤكدا على ضرورة أن تجسّد المؤسسات المسرحية والطلبة هذه التوفيقية؛ كي لا تبقى حبرا على ورق. وزاد أن مهرجان المسرح الجامعي الذي ينظَّم كل سنة، ستكون دورته المقبلة بحلة جديدة وأكاديمية بامتياز. كما توقف عند قانون الفنان الذي صدر نوفمبر الفارط، والذي يعطي المبدعين امتيازات عديدة، تمكّنهم من ولوج عالم المسرح. أما الأستاذ حليم زدام فاعتبر أن الشراكة بين وزارتي الثقافة والفنون والتعليم العالي والبحث العلمي، ستكون مثمرة، سيما للطلبة، والجامعة، والمنظومة الثقافية، قائلا ل«المساء" إن هذا البرنامج التعاوني سيسمح باحتكاك الطلبة، خاصة طلبة الفنون، إضافة إلى الفروع الأخرى، وبالتالي سيجري الاحتكام إلى التجربة والفنانين الممارسين خاصة في المجال المسرحي، عن طريق وزارة الثقافة والفنون التي ستوفر المؤطرين، والأساتذة، والمخرجين، وكذا السينوغرافيين وغيرهم؛ لتلقين الطلبة أبجديات الممارسة الفنية. وتابع زدام أن المسرح الجامعي ليس وليد اللحظة، بل ذو مكانة مرموقة في المنظومة المسرحية الجزائرية منذ السبعينيات؛ فالراحل كاتب ياسين كان ينشط على مستوى جامعة بن عكنون، مشيرا إلى أن الفن ليس مسرحا فقط، بل سينما، وفنون تشكيلية وموسيقية. وأوضح أن جامعة "أبو القاسم سعد الله" بوزريعة2 هي نموذج من 10 أقسام فنون، و105 مركز جامعي موجودة في الجزائر، وقال: "شيء جميل أننا نشجع مثل هكذا مبادرات". ومن جانبه، رأى الفنان عبد الحميد رابية أن الاحتكاك ضروري بين رجال الفن وأهل الجامعة؛ قصد الرفع من مستوى الثقافة الجزائرية، آملا أن يتواصل التنسيق بين قطاعي الثقافة والبحث العلمي، ويدوم. وأضاف أن مثل هذه اللقاءات ضروري، ربّما منها تنبعث كتب، ودراسات وبحوث في ما يخص كل الفنانين. وقال: "الجيل الأول من مؤسسي الحركة الثقافية في الجزائر، رحلوا، وأخذوا معهم الذاكرة؛ فلو بحثنا في أرشيفات 2024 لن نجدهم، وبالتالي فمثل هذه اللقاءات ضروري؛ على الأقل يكون فيها تدوين للحركة المسرحية والثقافية، وأن لا تكون مناسباتية، بل دائمة ومستمرة من أجل الإبداع" .