أرجع الدكتور عبد القادر لصهب ضعف وتأخر المسرح الجامعي بالجزائر إلى عدم اهتمام الوزارة الوصية به، بالإضافة إلى غياب التأطير التطبيقي للطلبة بمختلف تخصوصاته في أقسام الفنون بالجامعة الجزائرية وذلك لغياب هياكل مسرحية بالمؤسسة. قال الدكتور عبد القادر لصهب خلال تنشطه للعدد 22 من منتدى المسرح والذي طرح موضوع “المسرح الجامعي..بأي خطوة يبدأ، الأكاديمية أم الفنية؟…” لنقاش، أن الجامعة كانت ومازالت تعد منارا معرفيا يؤصّل لثقافة تواصلية تقوم على الطرح الواعي لقضايا الفرد والجماعة، ومن ثمّ اكتست الرسالة الجامعية بعدها الحضاري المتسامي، مشيرا أن الملاحظ في هذه المؤسسات هو غياب أو تغيب الممارسة المسرحية، باعتبارها منبرا تعبيريا يؤصّل لثقافة “الاختلاف” وكذا بسط القضايا الرئيسة التي تشغل حيزا لا بأس به من الوجدان الجمعي. فالمسرح الجامعي حسب الدكتور مدونة تؤطرها البصمة الأكاديمية، في منحى “منظور”، “مرئي”، فهو يستثمر بذلك في البحث النظري ليجليه عبر العرض ترسيخا لأبجدياته المؤسسة له، ومن ثمّ يكتسي المسرح الجامعي أهميته البالغة كونه يجمع بين منظومتين، المنظومة الأكاديمية التي تؤسسها الرؤى المنهجية الصارمة والإشكاليات البحثية من جهة وكذا المنظومة الفنية القائمة على “جمالية البسط” من جهة أخرى. وفي مداخلة له تأسف الدكتور حبيب سوالمي عن تجاهل القائمين على هذا التخصص وعدم إعطائه أي اهتمام، مشيرا إلى أن هناك سبعة أقسام من ثمانية على المستوى الوطني لا يملكون قاعة للعرض إلا جامعة قسنطينة لخصوصيات ليست فنية. والأدهى من ذلك يقول الدكتور أن بعض المنتسبين لهذا التخصص يقولون ان الطلبة بحاجة إلى تكوين أكاديمي وليس حاجة للتطبيق، مشكل أخر يعاني منه التكوين المسرحي يضيف الدكتور هو مشكلة التوجيه لهذا التخصص، بالإضافة إلى الصراع بين المسرح الأكاديمي الجامعي والممارسين خارج الجامعة والهوة العميقة بينهما، وقال “إذا أردنا الرفع من قيمة المسرح في الجامعة والمجتمع فيجب أن نغير طريقة التفكير ومن الآن”. من جهته قال الدكتور عبد الكريم بن عيسى أن المسرح الجامعي، في الجزائر وإلى حد قريب ارتبط بتلك النشاطات الموسمية والمناسباتية، خاصة على مستوى الأحياء الجامعية لكسر الروتين. إلى أن أقامت له إدارة الخدمات الجامعية مهرجانا وطنيا، ثم بعض المحاولات في أيام المونودرام المتفرقة. أما الناقد علاوة وهبي فقال في مداخلته “إن المسرح في الجامعة يفترض انه يمد الحركة المسرحية بالمخرجين والكتاب والنقاد والممثلين مثل مدرسة برج الكيفان تماما”مضيفا” لكن للأسف إلي اليوم نلاحظ ضعف المستوي وضحالة المعلومات عند المتخرجين من الجامعات في تخصص مسرح”. من جانبه قال الناقد والكاتب محمد الأمين بحري في مداخلته إلى أن المشاكل البيداغوجية في إيصال المعلومة للطالب تقف دون تفعيل النشاط المسرحي داخل الجامعة سواء كنشاط ثقافي ترفيهي وتثقيفي أو نشاط ضمن التكوين البيداغوجي لذلك يضيف المتحدث أنه طالما طرحت فكرة تطعيم تكوين الطالب الجامعي بعقد شراكة بين الجامعة وأقرب مسرح جهوي، أو الفرق والتعاونيات المسرحية المحلية، لتقيم نشاطاتها في الجامعة أو أن يحتك الطالب بفعل مسرحي حقيقي خارج من خارج منظومته الجامعية التي تعاني هشاشة كبيرة مسرحياً، لكن العقبة هنا يشير المتحدث إلى أن التعاونيات والمسارح الجهوية لها الحق في المطالبة بمستحقات مالية من الجامعة لتقوم بعروض أو تستجلب فريقها المسرحي للفصاءات الجامعية سواء على مستوى الاقامات أو الأقسام والكليات، وهنا يظهر حاجز التمويل من الجامعة دون تحقيق أي نوع من هذا الاحتكاك، ليبقى الطالب الجامعي في محيطه النظري بعيدا على الفعل المسرحي في بلدته وولايته. للتذكير، الأكاديمي عبد القادر لصهب، حائز على درجة الدكتوراه من قسم التاريخ بجامعة تلمسا تخصص تحقيق، شغل منصب أستاذ بقسم الفنون لذات الجامعة ثم إلتحق بمعهد الآداب واللغات بالمركز الجامعي مغنية، ترأس قسم اللغة والأدب العربي بالمركز ثم مديرا لمعهد الآداب واللغات إلى غاية الساعة، له عديد المؤلفات المطبوعة ومقالات منشورة بدوريات وطنية ودولية، وعديد المشاركات في ملتقيات علمية ومناسبات بحثية داخل وخارج الوطن محاضرا ومنظما.