أبدت قطر، التي تقوم إلى جانب مصر والولايات المتحدة، بدور الوسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أمس، تفاؤلا حذرا بشأن إمكانية التوصل إلى هدنة بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والكيان الصهيوني خلال شهر رمضان الذي سيحل بعد أيام قليلة. قال المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن بلاده متفائلة بشأن محادثات وقف إطلاق النار في غزة، وتأمل "في وقف الأعمال القتالية خلال شهر رمضان"، غير أنه، أكد عدم وجود أي اتفاق إلى غاية الآن بين "حماس" وإسرائيل. وأكد الأنصاري في مؤتمر صحفي عقده بالدوحة استمرار الجهود على مختلف الأصعدة بشأن الوساطة وتحدث عن تفاؤل في ظل استمرار المفاوضات، لكنه شدّد مجددا بأنه "لا يوجد شيء جديد للإعلان عنه". ويأتي التفاؤل القطري وسط تواتر المعلومات عن وجود تقدّم في مفاوضات وقف إطلاق النار، حيث كشفت قناة "إن بي سي" الأمريكية عن مصدر مطلع، أمس، عن وجود تقدّم في المحادثات الجارية، في قطر، لكنها أكدت أنه لا تزال هناك عقبات، يتعين حلّها على غرار مدة وقف إطلاق النار. كما تحدثت مصادر إعلامية على أن إسرائيل وافقت على إطلاق سراح 400 أسير فلسطيني من بينهم عدد من أصحاب الأحكام العالية، مقابل الإفراج عن 40 أسيرا إسرائيليا من النساء وكبار السن، مع اشتراطها عودة تدريجية للنازحين إلى شمال القطاع باستثناء من هم في سنّ الخدمة العسكرية. ويأتي تصريح المسؤول القطري غداة اللقاء الذي جمع أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، برئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، اسماعيل هنية، في إطار المساعي المكثفة للتوصل إلى تسوية لوقف إطلاق النار في غزة التي يعيش سكانها تحت تهديد ثالوث الموت في ظل استمرار القصف الصهيوني وتعمق المجاعة وتفشي الامراض والأوبئة. وأوضحت "حماس" في بيان لها، أول أمس، أن هنية أكد خلال لقائه مع أمير قطر على ضرورة وقف المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزل. وقالت إنه شرح بشكل موسع حرب التجويع الإجرامية التي يقوم بها العدو الصهيوني ضد سكان غزة الصامدين وما يترتب عن ذلك من كارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل، خصوصا في مدينة غزة وشمال القطاع في سياق حرب الإبادة التي يشنّها على الشعب الفلسطيني. وشدّد هنية على أن الاحتلال يستخدم المعاناة لحرمان أبناء جلدته من تحقيق طموحاتهم في الحرية والخلاص من الاحتلال والحصار، مشيرا إلى أن وقف حرب التجويع يحظى بأعلى درجات الاهتمام ولا ينبغي ربط ذلك بأي قضايا أخرى. وأكد هنية أن حماس لن تسمح للكيان الصهيوني باستخدام المفاوضات غطاء لهذه الجريمة. لكن بالمقابل أشار البيان إلى أن رئيس الحركة أكد استجابتها لجهود الوسطاء وموافقتها على مسار المفاوضات حول وقف العدوان، إضافة إلى إبدائها جدية ومرونة عالية ولكن "حماس" ترى أن الاحتلال يماطل وهو ما لن تقبله بأي حال من الأحوال. ومع اقتراب شهر رمضان تتكاف جهود الوساطة من أجل التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في قطاع غزة الذي يتخبط في واحدة من أبشع المآسي في القرن 21 يشاهدها العالم أجمع على المباشر منذ خمسة أشهر لكنه لا يزال عاجزا على وقفها. وبالنظر إلى خصوصية هذا الشهر الفضيل عند المسلمين، بدأت التساؤلات تطرح بكثرة حول مصير أكثر من مليوني فلسطيني تواصل آلة الاحتلال استهدافهم بالقصف المتواصل وحرمانهم من الغذاء والماء والدواء وما يجب فعله من أجل ادخال أكبر عدد ممكن من شاحنات المساعدات الإنسانية وإيصالها خاصة إلى محافظتي غزة والشمال، حيث يتضور ما لا يقل عن 700 ألف فلسطيني ممن رفضوا النزوح إلى الجنوب جوعا.