❊ صلاة التراويح في رمضان ستكون وفق رواية ورش عن الإمام نافع أدى الجزائريون، أمس، أول صلاة جمعة بجامع الجزائر، حيث توافدوا رجالا ونساء على هذا الصرح الديني الجديد من مختلف ولايات الوطن، بعد تدشينه رسميا، الأحد الماضي، من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون. ألقى خطبة الجمعة الأولى بجامع الجزائر، والتي تم نقلها على المباشرة عبر قنوات التلفزيون العمومي، أمس، فضيلة الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، حيث ثمّن بالمناسبة المكسب الذي تحقق للجزائر، بتدشين هذا الجامع الأعظم، الذي يراد منه أن يكون منارة لنشر الدين وفق نهج الوسطية والاعتدال، معربا عن الفخر بافتتاح هذا الصرح الحضاري ليكون "الجامع لكل أبناء الجزائر بمختلف مكوّناتهم وتنوّع نسيجهم الثقافي والمحصن لقيمهم الدينية والوطنية على منهج الوسطية والاعتدال". وقال عميد جامع الجزائر خلال خطبة الجمعة التي حضرها وزراء في الحكومة، وشيوخ وعلماء وعديد الشخصيات المعروفة إلى جانب المواطنين الذين توافدوا على هذا الصرح الجديد من مختلف جهات الوطن، "إننا نريد له أن يكون امتدادا للتاريخ الوطني الحافل بالأمجاد ومركز إشعاع علمي وديني نسعى من خلاله إلى إعطاء الصورة الحقيقية للرسالة الحضارية التي تؤديها المؤسسات الدينية". كما اعتبر افتتاح هذه المنشأة "لحظة تاريخية وإنجازا يؤكد انتماء الجزائر الأصيل ومرجعيتها المستمدة من رصيدها التاريخي وعطاء علمائها وإسهامات مراكزها العلمية على مرّ العصور". وذكر بأن جامع الجزائر شيّد فوق أرض سقتها دماء الشهداء المقاومين الذين سقطوا في مجزرة "العوفية" بالحراش، غير بعيد عن المحمدية، خلال الأشهر الأولى للاحتلال الفرنسي، ما يجعل منه "عربونا للوفاء الخالص وتجديدا للعهد تجاه من فدوا هذا الوطن وقاوموا الاحتلال منذ أن وطئت أقدامه أرض الجزائر الطاهرة". كما عرج الشيخ المأمون القاسمي الحسني على ما يعيشه العالم اليوم من "أزمة ضمير وانهيار في القيم والأخلاق وازدواجية في المعايير"، معتبرا "الحرب الإجرامية والإبادة الجماعية الدائرة على أرض فلسطين أكبر دليل على ذلك". وحذّر من آثار هذه الأوضاع المتردية التي "تفاقمت في ظلها ظاهرة الإساءة إلى الرموز والمقدسات الدينية"، مشدّدا على إصلاح المجتمعات البشرية عبر إعادة بناء ثقافة الحوار على أسس صحيحة وتنمية الوعي بالحق في الاختلاف. وكانت مصالح ولاية الجزائر، قد وضعت مخطط نقل للمواطنين خاص بصلاة الجمعة بجامع الجزائر، لتوفير أفضل الظروف وبيئة مناسبة لزوار جامع الجزائر، حيث تم اتخاذ عديد الإجراءات والتدابير بتسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية. وكان مدير الفضاء المسجدي بجامع الجزائر، عماد بن عامر، قد صرح في ندوة صحفية عقدها أول أمس، بأن أول صلاة جمعة بجامع الجزائر "ستكون شبيهة بأول صلاة جمعة بعد الاستقلال والتي خطب فيها الشيخ البشير الابراهيمي بمسجد كتشاوة". وبخصوص برنامج شهر رمضان المبارك، أعلن رئيس المجلس العلمي، موسى اسماعيل، عن انطلاق مختلف الأنشطة في جميع مرافق الجامعي على غرار الفضاء المسجدي، مشيرا إلى أن صلاة التراويح في شهر رمضان المعظم ستكون "وفق رواية ورش عن الإمام نافع" وستكون "فرصة لقراء الجزائر الممتازين باختلاف طبوعهم في التلاوة لإمامة المصلين وقراءة حزبين من القرآن ليتم ختم القرآن في آخر الشهر الفضيل". وسيتم قبل صلاة العشاء، يضيف ذات المسؤول، تقديم تلاوات قرآنية ودروسا وعظية من قبل أئمة ومشايخ، داعيا المصلين إلى الالتزام بالتعليمات والتوجيهات والمحافظة على الهدوء، خصوصا وأن الجامع سيكون مفتوحا أمام المصلين لأداء سائر الصلوات. في ذات السياق، أعلن المتحدث، عن الإطلاق الرسمي للموقع الإلكتروني الخاص بالجامع قبل رمضان، سيتضمن جميع النشاطات المبرمجة بالتفصيل خلال الشهر الفضيل وبعده بما يمكن المواطنين من الاطلاع عليها. وفيما يتعلق بالجوانب التقنية، أكد مدير مؤسسة تسيير وصيانة جامع الجزائر، نسيم مختاري، على "اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتكون كل المرافق جاهزة وعلى رأسها قاعة الصلاة، مع الحرص على توفير التسهيلات اللازمة للمصلين".