أكد وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب أن الجزائر تربطها علاقات جيدة مع شركائها خاصة في الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن الحوار حول الاستثمار في مجال الغاز يتوّج في كل مرة بنتائج إيجابية. وأوضح أن الاتحاد الأوروبي على دراية بأهمية الاستثمار في الغاز والمدة الزمنية التي يتطلبها إنجاز المشاريع وأن الحوار سيتواصل مع وضع خطة تلو الأخرى لتحقيق الأهداف. لفت عرقاب خلال ندوة صحفية عقدها أمس، عقب اختتام قمة منتدى الدول المصدّرة للغاز بقصر المؤتمرات بالجزائر، إلى أن تمويل المشاريع لا يقتصر على الشركاء الأوروبيين فقط، وإنما للجزائر شركاء متعدّدين، حيث خصّصت سوناطراك، حسبه، 40 مليار دولار للاستثمار توجّه حصة الأسد فيها للغاز. وكشف في ذات السياق عن وجود مفاوضات مع شركات عالمية كبرى، حيث يجري حاليا تحضير العقود الخاصة بها لإنجاز مشاريع شراكة. وثمّن الوزير الشراكة الجزائرية - الإيطالية في مجال الطاقة، واصفا إيطاليا بالشريك المهم والبلد الصديق، وذكر بالاستثمارات الهامة لشركة "إيني" بالجزائر والتي بلغت مليار دولار في مجالات الغاز والكهرباء. وأضاف عرقاب أن الجزائر تستفيد من خبرة إيطاليا التي ستكون جزءا من المشروع الهام لأنبوب نقل الهيدروجين الأخضر نحو ألمانيا والنمسا والذي كلفت شركة "سنام" بعملية هندسة المشروع بصفة كلية. كما عبر الوزير عن استعداد الجزائر لمساعدة الدول الإفريقية ومرافقتها في تطوير صناعة الغاز، مستدلا بالتجربة الأنغولية فيما يتعلق بتكوين الموارد البشرية بالمعاهد التابعة لسوناطراك وسونلغاز، حيث يدرس حاليا عدد هام من الإطارات الأفارقة.وبخصوص خط أنبوب الغاز العابر للصحراء، كشف عرقاب بأنه تحادث مع وزير الطاقة النايجيري، أمس، حيث تم الاتفاق بينهما على إعادة تفعيل كل وسائل المشروع بعد التأخر الذي شهده بسبب الأحداث في النيجر. وأكد استعداد كلا من نيجيرياوالنيجر لإعادة بعث المشروع الذي يوجد حاليا في مرحلة دراسة الجدوى، موضحا أن الأنبوب الذي يمتد على مسافة 4 آلاف كلم لم يتبق لاستكماله سوى 1800 كلم، "ما يجعل إنجازه معقولا من حيث المردودية إذ يمكن القول بأنه أصبح منجزا ماليا وتقنيا".وألح الوزير بالمناسبة على ضرورة حماية كل المنشآت الطاقوية عبر العالم، مثلما طالب به إعلان الجزائر خاصة المنشآت العابرة للحدود، التي تمت الإشارة إليها لأول مرة، مؤكدا أن منتدى الدول المصدّرة للغاز يرغب في توجيه رسالة قوية في هذا الشأن، لما لهذه المنشآت من أهمية في ضمان الأمن الطاقوي. وبعودته لقمة الجزائر، أكد عرقاب أن مخرجاتها ستساهم في تطوير سوق الغاز، حيث ستلعب الجزائر دورا محوريا في تجسيد هذه القرارات ووضع خطة لمواجهة الأوضاع الجيواسترتيجية، مثلما دأبت عليه من قبل، مذكرا بأن الجزائر كانت دائما مهدا للتحديات الكبرى، وذكر بما قامت به في 2016 بهندستها لاتفاق التعاون ل«أوبك+".