أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، في كلمة له بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، أن الحركة لا تزال منفتحة على مسار التفاوض رغم فشل المحادثات الأخيرة مع إسرائيل التي حمّلها مسؤولية عدم التوصل لاتفاق يقضي بوقف لإطلاق النار في قطاع غزّة. قال هنية، في كلمته "أريد أن أوضح لشعبنا بشكل عام وأمتنا وأحرار العالم ولكن لأهلنا في غزّة، إننا منذ بداية مسار التفاوض عبر الوسطاء في قطر ومصر، وضعنا عدة ضوابط من أجل أن نتوصل إلى الاتفاق أهمها أننا نريد اتفاق يفضي إلى وقف إطلاق النار". وهي الضوابط التي أكد هنية، أنها تتعلق بأهم مبدأ للتوصل لاتفاق وهو وقف إطلاق النار الشامل، وإنهاء الحرب على غزّة والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من كل أراضي القطاع وعودة النازحين بشكل كامل وبدون شروط إلى مساكنهم، إضافة إلى كل القضايا الإنسانية على غرار الإغاثة والمساعدات والإيواء والإعمار وإنهاء الحصار. وأوضح في هذا السياق بأن الحركة تسعى أيضا "للوصول إلى صفقة مشرّفة بموجبها يتم تبادل الأسرى"، مشيرا إلى تحلّيها بمسؤولية عالية وإيجابية ومرونة واسعة في كل جلسات الحوار والمفاوضات مع الوسطاء في مصر وفي قطر. ورغم أن هنية، حمّل الاحتلال الصهيوني مسؤولية عدم التوصل لحد الساعة لأي اتفاق بعد أن أكد "تجرده حتى الآن وتهربه من إعطاء ضمانات والتزامات واضحة خاصة في موضوع وقف العدوان"، فقد أكد بالمقابل أن الحركة منفتحة على استمرار المفاوضات ومنفتحة على أية صيغ تحقق هذه المبادئ وتنهي هذا العدوان. وقال في هذا الإطار إنه "إذا تسلمنا من الوسطاء موقفا واضحا من الاحتلال بالتزامه بالانسحاب ووقف العدوان وعودة النازحين، جاهزين إلى أن نصل إلى استكمال حلقات هذا الاتفاق وأن نبدي أيضا كما قلنا مرونة فيما يتعلق بموضوع التبادل والأسرى". وقال إنه قبل ساعات من إلقائه كلمته كان على اتصال مع الوسطاء ولم يتلق إطلاقا أي التزام من الاحتلال بوقف إطلاق النار، فيما فسره رئيس المكتب السياسي لحماس، على أن هذا الاحتلال "يريد استرداد الأسرى ويستأنف الحرب على شعبنا وعلى قطاعنا". وأشار هنية، أن الكيان الصهيوني يتحدث عن إعادة انتشار وإعادة تموضع لقوات الجيش المحتل داخل قطاع غزّة، ولكنه لم يعط أي التزام حتى الآن بعودة النازحين إلى أماكن سكناهم، كما أضاف أنه يتحدث أيضا عن عودة للنازحين بالتدريج دون أن يحدد أي معالم ومحددات واضحة لذلك. وهو ما جعل مسؤول "حماس"يشدد على أن هذه الأخيرة لا تريد إطلاقاا تفاقا لا ينهي الحرب على قطاع غزّة، أولايعيد النازحين إلىب يوتهم أواتفاقا لا يضمن خروج قوات الاحتلال من القطاع وخاصة من الوسط، كما أنها لا تريد اتفاقا لا يؤمّن القضايا الإنسانية للسكان في كل القطاع وخاصة في شماله الذيي عاني من سياسة التجويع. ولأن هنية، أكد أن "حماس" تسعى إلى قطع الطريق عن كل المخططات المشبوهة التي تستهدف غزّة في بعدها الوطني والإداري والسياسي لما يطلق عليه اليوم التالي للحرب على غزّة، فقد شدد على أنها تسعى أيضا لترجمة الصمود الأسطوري والبطولة الباسلة للمقاومة وتضحيات الفلسطينيين إلى إنجازات حقيقية على صعيد المعركة ذاتها وعلى الصعيد الوطني والسياسي العام.