كشف رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية، عن تلقي الحركة مقترحا من باريس لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة، ستدرسه للرد عليه على قاعدة منح الأولوية لوقف العدوان الصهيوني وانسحاب قوات الاحتلال كليا. أعلن اسماعيل هنية، في بيان أمس، تلقي دعوة لزيارة القاهرة لبحث اتفاق الإطار الصادر عن اجتماع باريس ومتطلبات تنفيذه بما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني. وقال في هذا السياق إن "أولوية الحركة هي إنهاء الهجوم العسكري الإسرائيلي والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من غزّة"، مضيفا أنها "منفتحة على كل الأفكار التي من شأنها أن تؤدي إلى إنهاء العدوان على غزّة وتأمين إيواء النازحين"، كما أوضح أن حماس منفتحة أيضا على مناقشة أي مبادرة تقضي بإعادة الإعمار وإنجاز عملية تبادل جدية للأسرى تضمن حرية الأسرى الفلسطينيين. واحتضنت العاصمة الفرنسية باريس الأحد الماضي، محادثات بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، وليام بيرنز، ومسؤولين كبار من مصر وقطر وإسرائيل، لبحث اتفاق هدنة في حرب غزة. وحسب تسريبات إعلامية، فإن مقترح باريس يتضمن ثلاث مراحل تشمل الأولى الإفراج عن المدنيين مثل النساء والأطفال والشيوخ والمرضى، في حين تشمل المرحلة الثانية إطلاق سراح كل المجندين والمجندات وتخص الثالثة تسليم الجثامين. كما يشير المقترح إلى أن العمليات العسكرية ستتوقف من الجانبين خلال المراحل الثلاث لكن من دون أن يتم تحديد عدد الأسرى الاسرائيليين المطلوب الإفراج عنهم من منطلق أن الأمر متروك لعملية التفاوض. من جهة أخرى، ثمّن اسماعيل هنية، دور قطر ومصر للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مستدام في غزّة على طريق إنهاء العدوان، في نفس الوقت الذي قدّر فيه موقف جنوب إفريقيا برفعها الدعوى ضد إسرائيل بمحكمة العدل الدولية. وبينما شدد على ضرورة أن يضغط العالم على الاحتلال لوقف المجازر وجرائم الحرب في غزّة، بما في ذلك سياسة التنكيل بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، أعرب مسؤول حماس، عن استنكاره لموقف الولاياتالمتحدة وبعض الدول الغربية تجاه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وتعليق مساهمتها بدلا من زيادتها. وكانت حركة حماس أكدت في بيان أصدرته مساء أول أمس، أن استمرار الدعم الأمريكي العسكري والسياسي للاحتلال الصهيوني المتهم بارتكاب "إبادة جماعية" في غزّة، يعد "تحديا" من إدارة الرئيس جو بايدن لقرار محكمة العدل الدولية. جاء ذلك على لسان القيادي في الحركة، أسامة حمدان، الذي قال في مؤتمر صحفي ببيروت، إن وضع كيان المحتل الإرهابي في قفص الاتهام بتهمة ارتكاب إبادة جماعية، يضع العواصم الغربية الداعمة له وعلى رأسها واشنطن ولندن وبرلين وغيرها موضع الاتهام. وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني وأحرار العالم يتطلعون إلى مضي محكمة العدل الدولية، في إجراءات محاكمة كيان الاحتلال الصهيوني على جريمة الإبادة الجماعية مكتملة الأركان المستمرة ضد الشعب لكن بالمقابل اعتبر حمدان، أن استمرار المجازر الصهيونية بقطاع غزّة، رغم قرار "العدل الدولية" وصمة عار على جبين الدول الداعمة للكيان الصهيوني. وقال إن "المجازر الأخيرة في غزّة تمت بعد مرور 48 ساعة على صدور قرار محكمة العدل الدولية، الذي ألزم الكيان الصهيوني بتدابير تمنع استمراره في ارتكاب المزيد من جرائم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزّة ومصر على الاستمرار في الجريمة".