عقد مجلس الأمن الدولي، أمس، جلسة إحاطة بشأن مخاطر انعدام الأمن الغذائي في السودان في إطار بند جدول الأعمال "حماية المدنيين في النزاعات المسلحة". سيتطرق أعضاء المجلس في جلسة اليوم إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمنع المجاعة الناجمة عن الصراع في السودان من خلال ضمان احترام أطراف الصراع لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وحماية السلع والبنية التحتية والخدمات الحيوية، وضمان الحوار الإنساني المستمر لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية عبر الخطوط والحدود وإزالة أي عوائق وتوسيع نطاق التمويل للمساعدات الإنسانية الآمنة والواسعة النطاق والمستدامة ومتعددة القطاعات بالإضافة إلى الضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار والتوصل إلى حلّ سياسي سلمي عن طريق التفاوض للصراع. ويأتي انعقاد الاجتماع على خلفية إرسال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أعضاء المجلس "مذكرة بيضاء" بشأن انعدام الأمن الغذائي في السودان، في 15 مارس الجاري، وذلك وفقا للقرار الصادر في 24 ماي 2018، الذي طلب من الأمين العام تقديم تقرير سريع عند حدوث "خطر المجاعة الناجمة عن النزاع وانعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع". وعلى مدى الأشهر 11 الماضية، كان السودان يعاني من العواقب الإنسانية المدمرة للصراع الذي اندلع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل الماضي، ما أدى إلى غاية 15 مارس الجاري إلى مقتل أكثر من 14،790 شخص، وذلك بحسب مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثه (وهي منظمة غير حكومية تقوم بجمع البيانات المتعلقة بالنزاع). وأكدت "المذكرة البيضاء" لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن ما يقرب من 18 مليون شخص في جميع أنحاء السودان يواجهون حاليا انعدام الأمن الغذائي الحاد، والذي وصفه التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي - الذي تستخدمه وكالات الإغاثة لقياس مستويات الجوع - على أنه ظروف على مستوى الأزمة أو أسوأ (المرحلة 3 من التصنيف المتكامل للأمن الغذائي أو أعلى)، وهذه هي أعلى نسبة مسجلة من الأشخاص الذين يواجهون هذا المستوى من انعدام الأمن الغذائي خلال موسم الحصاد في السودان (من أكتوبر إلى فيفري). وتشير ذات الوثيقة إلى أن الفئات الضعيفة - بما في ذلك النساء والأطفال والنازحين داخليا - لا تزال معرضة للخطر بشكل خاص، متوقعة أن يعاني ما يقرب من 730 ألف طفل في السودان، بما في ذلك أكثر من 240 ألف طفل في دارفور، من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهو أشد أشكال سوء التغذية لدى الأطفال. وتؤكد "المذكرة البيضاء" على الظروف المزرية في المناطق التي يصعب الوصول إليها، والتي تستضيف ما يقرب من ثلاثة أرباع 4.7 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد والنساء الحوامل أو المرضعات في البلاد والذين هم في حاجة ماسة إلى الدعم. ولا تزال المنظمات الدولية تواجه صعوبات كبيرة في توصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين من النزاع، رغم إعلان كلمنتين نكويتا سلامي، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة للشؤون الإنسانية في السودان، في السادس من مارس موافقة السلطات السودانية على تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية.