كشف الهواري حميدي، نائب رئيس الاتحادية الجزائرية للمصارعة المشتركة، في دردشة قصيرة مع "المساء"، على هامش البطولة الوطنية للأصناف الدنيا للمصارعة المشتركة، التي جرت بوهران، نهاية الأسبوع الماضي، عن الاستراتيجية الجديدة التي تبنتها الهيئة الفدرالية لفائدة المواهب الشابة، التي تزخر بها اللعبة في الجزائر، بتمكينها من تفجير طاقاتها وقدراتها دوليا، وتكون أحسن ممثل للوطن في مختلف المحافل الدولية. قال حميدي في هذا الشأن: "تبنت الاتحادية الجزائرية للمصارعة المشتركة، برنامجا كبيرا وهاما لمصلحة المواهب الشابة في الجزائر، سوف يتعدى دورها كونها خزانا فقط، تغرف منه مختلف المنتخبات الوطنية عند الضرورة، لتناط بها مأمورية الدفاع عن الألوان الوطنية في المنافسات والمسابقات الدولية القادمة، التي تشارك فيها"، وتابع: "قررت الاتحادية الجزائرية عدم الاكتفاء ببرمجة التربصات، وانتقاء أفضل المصارعين منها، وعمدت إلى تشكيل منتخبات شابة قوية، ستلعب وفق أهداف محددة ومضبوطة، خاصة بعد ما استفادت المواهب الشابة من منافسات خاصة بها، كفئة أقل من 15 سنة، التي تتهيأ لولوج البطولة العربية المقررة شهر جويلية المقبل بالجزائر، وبطولة العالم العام القادم، وفئة أقل من 23 سنة، التي تلج البطولة العربية بالأردن في ماي الجاري". وعلق محدثنا عن البطولة الوطنية للأصناف الصغرى، فقال: "كانت بطولة ناجحة تنظيميا وفنيا، وقد ساهم تحفيز الانضمام للمنتخبات الوطنية الشابة كثيرا في ارتفاع المستوى، الذي كان أحسن بكثير مقارنة بالعام الماضي، لذا شاهدنا منازلات قوية، رغم سن المصارعين المتنافسين"، وأضاف: "عندما تنظم البطولات والمنافسات الوطنية بأهداف مسطرة، يتم انتقاء أفضل المصارعين من الخزان الذي يعج بالمواهب الشابة الواعدة، فالأكيد أن التنافس سيكون شديدا، ليس فقط بين المصارعين اليافعين فوق البساط، بل وبين مدربيهم، لكي يثبتوا حسن تكوينهم وتأطيرهم لهذه المواهب الواعدة، التي اتضحت الآفاق لديها بالمشاركة في مواعيد دولية، وليس الاكتفاء بالتربصات، والتنافس وطنيا فقط". في السياق، أبدى حميدي ارتياحه لتطور الممارسة النسوية لرياضة المصارعة المشتركة، حيث قال: "نلمس هذا العام تطورا كبيرا، وتكاثرا في عدد الممارسات لرياضة المصارعة المشتركة، ودليلها في المشاركة الكثيفة في البطولة الوطنية للأصناف الصغرى، حيث بلغ عددهن أكثر من 170 مصارعة، ولازلنا نصبو لأهداف أخرى لهذه الفئة، ونبقى دائما نذكر بافتخار التأهل التاريخي للمصارعتين عويسي شيماء ودودو ابتسام لأولمبياد باريس". وتحدث حميدي بافتخار، عن تصدر رياضة المصارعة المشتركة قائمة الرياضات الأكثر تمثيلا للجزائر في أولمبياد باريس، بتأهل 08 رياضيين، منهم مصارعتان، وأضاف: "رياضة المصارعة المشتركة في الصدارة من حيث عدد المتأهلين عنها لأولمبياد باريس، حيث سيمثلنا فيها كل من سيدي عزارة بشير (87 كلغ)، عبد الكريم (60 كلغ)، أوكالي عبد الكريم (77 كلغ)، غيو إسحاق (67 كلغ)، روابح فادي (97 كلغ)، بن فرج الله فاتح (87 كلغ)، دودو ابتسام (50 كلغ) وعويسي شيماء (59 كلغ)، ولا أخفي أننا راهنا على تأهيل 10 مصارعين، لكن الحظ لم يحالف مصارعين اثنين آخرين، لأسباب متباينة". كشف نائب رئيس الهيئة الفدرالية عن برنامج تحضيري ثري، سيستفيد منه المصارعون الجزائريون المتأهلون لأولمبياد باريس، وقال عن ذلك: "برمجنا عدة تربصات في المنعرج الأخير من استعدادات مصارعينا للحدث الأولمبي، بكل من دولة أذربيجان بداية من 12 ماي الجاري، وكرواتيا لمدة شهر، وكذلك هنغاريا، لنقفل بعدها صفحة التحضيرات بدورة دولية في بولونيا، على أن يكون المطاف الأخير في فرنسا". وأبرز حميدي الرغبة الكبيرة للمصارعين الجزائريين، ومدربيهم ومسؤوليهم في بلوغ تمثيل مشرف جدا في الأولمبياد القادم، وقال: "هدفنا الأول، هو تحسين ترتيبنا في أولمبياد باريس إلى أحسن من الرتبة السابعة، التي كان تحصل عليها مصارعنا سيدي عزارة بشير في الأولمبياد السابقة بطوكيو، وأتمنى أن يقتحم مصارعونا المراتب العشرة الأولى". في الأخير، ثمن حميدي الهواري، مبادرة والي وهران سعيد سعيود في تكريم المصارعة عويسي شيماء، وقال عن ذلك: "أشكر كثيرا والي وهران على هذه الالتفاتة تجاه المصارعة عويسي شيماء، والتي ستحفزها كثيرا على العطاء أكثر، خاصة وأنها مقبلة على اقتحام الأجواء الأولمبية لأول مرة في مشوارها، وأشكر كثيرا كل من ساهم في ارتقاء مستوى عويسي، وما حققته من نتائج، خاصة مدربها العربي سعدي، وفريقها روح الشباب الوهراني، وكل الهيئات الرياضية التي مدتها بيد العون، وشجعتها في عملها وجهدها".