اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، بالإجماع، يوم 10 ماي يوما عالميا من كل سنة لشجرة الأرقان، والجزائر تحتفل بهذا اليوم كغيرها من بلدان العالم، في ظروف اتسمت بتطوير شجرة الأرقان، واتخاذ استراتيجية وطنية لحماية هذا الصنف من الأشجار العريقة، وشهدت ولاية تندوف، في هذا الصدد، حملة واسعة لغرس عدة أصناف من هذه الشجرة، وإقامة معرض توضيحي لمكانتها، والجهود المبذولة من طرف الدولة لحمايتها ونموها. وقد تميز الاحتفال بهذا اليوم العالمي لشجرة الأرقان في ولاية تندوف، بمبادرة من الغرفة الولائية للصناعة التقليدية والحرف، التي لها السبق في حماية هذا النوع من الأشجار العريقة، والتي كادت تختفي آثارها، جراء الإهمال تارة، وعدم الاهتمام بها، تارة أخرى، رغم المحاولات القليلة في السنوات الماضية، التي أظهرت اهتماما من طرف السلطات المحلية والوزارة الوصية على قطاع الغابات، من خلال جملة من العمليات التي تم القيام بها في العديد من المحطات. مظاهر الاحتفال بشجرة الأرقان في تندوف، ميزه معرض تقليدي داخل الخيمة، بمفترق الطرق بمطار "الرائد فراج"، من تنظيم نسوة مهتمات برعاية شجرة الأرقان، تحت إشراف مديرة غرفة الصناعة التقليدية والحرف في الولاية، ورعاية والي الولاية. وقد أظهر المعرض طرق استخلاص زيت الأرقان، واستعراض فوائده من طرف حرفيات لهن الخبرة في هذا المجال. بالمناسبة، أكد والي تندوف، على المضي لترقية شجرة الأرقان، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، باعتبارها ثروة غابية متأصلة في تراث المنطقة، مثمنا في ذات الوقت، الجهود المبذولة من أجل حماية هذا الصنف الغابي. الأرقان شجرة نادرة موجودة بتندوف تتوزع شجرة الأرقان بتندوف على مناطق معروفة، منها طويرف بوعام، التي تبعد عن مقر البلدية ب 115 كلم، ويبدأ انتشار هذه الشجرة بداية من وادي تاركانت، إلى رأس وادي الماء، على طول 70 كلم، وتغطي شجرة الأرقان مساحة إجمالية تقدر ب3 آلاف هكتار، ورغم الأعداد المتفرقة لشجرة الأرقان، إلا أن حالتها سيئة، بسبب حالة الجفاف والتصحر التي عرفتها المنطقة خلال السنوات السابقة، جراء قلة الأمطار، مما أدى إلى تناقص ملحوظ في مكونات الغطاء النباتي، الذي أثر سلبا على تكاثر الماشية، ونقص مراكز الرعي ذات الأعشاب البرية. ومهما يكن من أمر، فإن مسألة الجفاف، هي عامل هدم للغطاء النباتي الصحراوي بتندوف، وعن هذه الوضعية، لجأت محافظة الغابات إلى إنشاء محمية حراجية، وهي بمثابة الحارس لشجرة الأرقان، من خلال التأطير الذي يشرف على المحمية والتابع لمحافظة الغابات بالولاية، والتي يبلغ عدد الشجيرات بمحيطها أكثر من 1000 شجرة، على طول وامتداد 10 أودية، وبلغت تكلفة إنجاز وتجهيز المحمية الحراجية بمنطقة طويرف بوعام، التي زرناها، ما قيمته 30 مليون دينار، ونحو 16 مليون دينار للتزود بالطاقة الشمسية، و10 ملايين دينار لتجسيد مشروع السقي بالتقطير، وإنجاز مشتلة لإنتاج الشتلات، إضافة إلى تزويد 03 نقاط بالماء الشروب الموجه لحماية المكونات الطبيعية، من نباتات وحيوانات وغيرها. وحسب وزير الفلاحة والتنمية الريفية، إثر زيارته للولاية من عام 2022– قرية حاسي مونير، تقرر فتح مركز وطني لتنمية صنف شجرة الأرقان بتندوف، بهدف حماية وتطوير هذا النوع من الأشجار النادرة في الجزائر، فور استكمال الإجراءات الإدارية الجارية في هذا الشأن، باعتبار أن المنطقة تتوفر على المحيط الطبيعي الذي يتلاءم مع زراعة شجرة الأرقان، وتجدر الإشارة هنا، إلى أن وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية، الذي سبق وتفقد قطاعه مؤخرا، قام رفقة والي تندوف، بغرس شتلات من شجرة الأرقان، بمحيط القاعة الشرفية لمطار "الرائد فراج" بتندوف، من أجل المحافظة على هذه الشجرة العريقة وتزيين مدخل وواجهة القاعة الشرفية لمطار تندوف، الذي عرف توسعة في أرضيته وإنجاز منشآت قاعدية به. يذكر أن مصالح الغابات سعت منذ فترة، إلى تكوين حرفيات في عملية استخلاص زيت الأرقان، وهن اللواتي قمن بمعرض الأرقان الذي افتتحه والي تندوف، بحضور مديرة غرفة الصناعة التقليدية والحرف وعدد من الإطارات والمسؤولين.