طالب المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أشرف القدرة، أمس، الدول المجتمعة في المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة المنعقد بالأردن، باتخاذ إجراءات ملموسة وعاجلة لإنقاذ قطاع غزة الذي دمره الاحتلال الصهيوني على المستوى الإنساني والصحي. وطالب المشاركون في مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع والضغط على إسرائيل لعدم استخدام سلاح التجويع ضد سكان القطاع، في نفس الوقت الذي أكدوا فيه عدم وجود منطقة آمنة في غزة. وشدد الأمين العام الأممي، انطونيو غوتيرس، في كلمته خلال المؤتمر على ضرورة وقف "الرعب" في غزة، مؤكدا بأن "وتيرة وحجم عمليات القتل لم يسبق أن عرفها طيلة سنوات عمله كأمين عام". وهو يصف الحرب الصهيونية على قطاع غزة بأنها "وصمة عار في جبين الإنسانية"، أطلق المفوض الإنساني للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، نداء من أجل جمع 2.5 مليار دولار لتلبية احتياجات سكان غزة حتى شهر ديسمبر المقبل. وتزامن نداء المسؤول الانساني الأممي، مع إعلان الولاياتالمتحدة عن تخصيص مبلغ 400 مليون دولار مساعدات للمدنيين الفلسطينيين فيما بدى وكأنها محاولة للتغطية على تواطؤها المفضوح مع الكيان الصهيوني في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وهي التي دعمته بالعتاد العسكري والسلاح والمال طيلة فترة هذا العدوان الدموي. من جانبه، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أمس من ضعف جهود إغاثة الشعب الفلسطيني وبقائها دون الحد الأدنى المطلوب أمام الكارثة الإنسانية التي تعصف به في قطاع غزة المنكوب. وأفاد في هذا السياق بدخول 224 شاحنة اغاثة لمحافظتي غزة والشمال الأسبوع الماضي من نقطة غرب بيت لاهيا، غالبيتها محملة بالطحين ومستلزمات الإنتاج للمخابز الخمسة العاملة تحت إشراف برنامج الغذاء العالمي. وبينما أكد انخفاض أعداد الشاحنات الداخلة هذا الأسبوع عن الأسبوع الماضي بنسبة 12 بالمئة، قال إن الاحتلال يعمد إلى خداع الرأي العام العالمي عبر الحديث عن إدخال شاحنات لا تحمل سوى الطحين فقط، ويتعمد تقليل حمولتها لزيادة عددها، ورغم ذلك لا يزيد عددها في اليوم الواحد على 35 شاحنة، يفترض بها أن توفر المصدر الوحيد للغذاء والدواء لأكثر من 700 ألف محاصر شمال القطاع. وتتفاقم الأزمة الإنسانية مع استمرار احتلال معبر رفح وإغلاقه أمام دخول شاحنات المساعدات وإعاقة دخولها من معبر كرم أبوسالم، حيث يطبق الاحتلال بذلك حصارها على قطاع غزة بالكامل، فيما يهدد شبح المجاعة من جديد محافظتي غزة والشمال وتتدهور أزمة الأمن الغذائي بمحافظات الوسط والجنوب، خاصة مع نزوح مئات آلاف المواطنين من مدينة رفح جراء عملية الاجتياح المتواصلة التي يقوم بها جيش الاحتلال. وفي ظل الكارثة الإنسانية التي تزداد مأساوية، طالب نفس المصدر بانسحاب قوات الاحتلال من معبر رفح، في نفس الوقت الذي جدد فيه التأكيد على أن المعابر البرية هي الأكثر جدوى وفاعلية لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة والحد من أزمة الأمن الغذائي ومنع المجاعة التي تتهدد كافة مناطق القطاع. وشدد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي عاجلا وقبل فوات الأوان لإنقاذ من يموتون جوعا وأفضل وسيلة لذلك هو عمل المعابر البرية بصورة تسمح بإدخال كافي ومنتظم لشاحنات المساعدات والإغاثة التي تصطف على الجانب المصري من معبر رفح ويرفض الاحتلال إدخالها حتى اللحظة، ضاربا عرض الحائط قرارات مجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية ودون الاكتراث بالواقع الإنساني الكارثي للمواطنين في القطاع. وانتشلت فرق الإسعاف وطواقم الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، أمس، عددا من الشهداء، فيما لا يزال البحث جاريا عن مفقودين من تحت أنقاض منازل استهدفها الاحتلال الصهيوني بالقصف في حيي الشيخ رضوان والدرج بمدينة غزة، كما تم انتشال عدد من الشهداء والجرحى من تحت أنقاض منزل بعد استهدافه من قبل طائرات الاحتلال الصهيوني بحي الدرج وسط مدينة غزة. وأعلن مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، عن وصول ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى بقصف طائرة حربية صهيونية منزلا في منطقة الزوايدة وسط القطاع.