أبرز جمال سعيد، رئيس الجمعية الوطنية "النور للتوحد"، والمرافقة النفسية والبيداغوجية، أن تخصيص شاطئ لذوي الاحتياجات الخاصة، من شأنه أن يساعد هذه الفئة من المجتمع على الاستمتاع بعطلة صيفية مريحة، وترطيب أجسامهم، في ظل حرارة الجو العالية، مثل بقية الأطفال الأسوياء، مشيرا على هامش مشاركته في انطلاق البرنامج الخاص لهذه الفئة بشاطئ القادوس، شرق العاصمة، الذي أشرفت وزارة التضامن على تهيئته، إلى أن مساهمة هذه الفئة في الاندماج وسط المجتمع، تكون من خلال مساعدته على الوصول إلى هذا النوع من الفضاءات وممارسة مختلف الأنشطة الترفيهية. أوضح رئيس الجمعية، أن ميزة هذه المشاركة، كانت بإطلاق الكراسي العائمة، وهي كراسٍ خاصة تطفو فوق الماء، خصصت لذوي الاحتياجات الخاصة، تساهم في منح ذوي الإعاقة الكلية أو الجزئية، فرصة الاستمتاع بأجواء البحر والخروج ولو نسبيا من ضغوط الحياة، التي قد يعيشها، بسبب إعاقته. وقد ثمن جمال سعيد مجهودات السلطات، التي تعمل للسنة الثانية على التوالي، على توفير هذه الآليات التي تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على النزول إلى الماء، وتجربة السباحة والتمكن من الاستجمام والاستمتاع ببرودة البحر، بعيدا عن حر الصيف، مشددا على أن هذا النشاط، قد يكون علاجا نفسيا فعالا لتلك الفئة التي تعاني في صمت، بسبب حالتها الصحية، والتي لا يمكن لبعض الحالات أن تكون مستقلة عن شخص، لاصطحابها أو مساعدتها على تأدية بعض مهامها. أضاف مسؤول الجمعية، أنه تم تعميم هذا النموذج من الشواطئ على أكثر من عشر شواطئ بالعاصمة، حتى تسمح لمختلف سكان العاصمة من ذوي الهمم، ومن مختلف البلديات، بالتوجه نحو أقرب شاطئ لهم، والاستمتاع بالأجواء هناك، حيث تم فيها تهيئة ممرات خاصة، وتوفير تلك الأجهزة من الكراسي العامة، يرافقهم مختصون وأعضاء جمعيات ناشطة في ترقية ذوي الاحتياجات الخاصة. من جهتهم، أعرب عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة، في حديث ل«المساء"، عن ارتياحهم وفرحتهم بتوفير مثل هذه الإمكانيات لهذه الفئة، مشيرين إلى أن هذه المبادرة تساعدهم كثيرا على الاستمتاع بأجواء البحر، دون التفكير في كيفية النزول للسباحة، خاصة أن صعوبة حركة بعضهم لا تساعدهم على التحرك دون أن يرافقهم أحد من العائلة أو الأقارب، ويجدون أنفسهم حبيسي وضعيتهم الصحية، وهذا ما يزيدهم غبنا وحزنا، وتتفاقم المشاكل النفسية وتتعقد وضعيتهم الصحية، ومنه إصابتهم بالعزلة والانطواء. في الأخير، دعا المتحدث إلى أهمية تعميم هذا النوع من المبادرات، بتهيئة عدد أكبر من الشواطئ، خدمة لذوي الاحتياجات الخاصة، ومساعدتهم على الانخراط في الحياة الترفيهية مع ذويهم، ومشاركة الأسوياء في مختلف النشاطات، التي تمكنهم من الخروج من روتين حياتهم، وكسر الملل الذي قد يصيبهم بسببه، في ظل تهميشهم وعدم مراعاة وضعيتهم الصحية.