خطت الجزائر خلال عهدة الرئيس عبد المجيد تبون الأولى، خطوات عملاقة في مجال تشييد وبناء الملاعب والهياكل الرياضية بمواصفات عالمية، لم يتعود عليها الجزائريون منذ الاستقلال، بعد أن رُسّخت في أذهانهم صور الملاعب البالّية ذات الهندسة "الاستعمارية" وغير المواكبة للتطورات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، في صورة نمطية وسلوكية استمرت لعقود، قبل أن تأتي ملاعب ميلود هدفي ونيلسون مانديلا والشهيد علي عمار (علي لابوانت) والمجاهد الراحل حسين آيت أحمد، لتنهي المشكلة المزمنة للملاعب في الجزائر. وكان الرئيس السيد عبد المجيد تبون اتخذ قرارا تاريخيا خلال اجتماع مجلس الوزراء المنعقد بتاريخ 22 سبتمبر 2021، عندما أسدى أوامر تقضي بتحويل كل ملفات مشاريع إنجاز الهياكل الرياضية الكبرى إلى وزارة السكن والعمران والمدينة من أجل ضمان المتابعة الدائمة والفعّالة لإنجازها، الأمر الذي سرّع عملية بعث العديد من مشاريع الملاعب "الميتة" لسنوات طويلة، وفي ظرف وجيز نجحت "الإرادة السياسية" في إهداء الجزائر ملاعب بمواصفات عالمية تباعا، والبداية كانت من مدينة وهران عبر المركب الأولمبي ميلود هدفي، الذي احتضن دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط صيف عام 2022، ثم ملعب نيلسون مانديلا بالعاصمة مطلع عام 2023، والذي احتضن بدوره بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، ثم ملعبي الشهيد علي عمار (علي لابوانت) بالدويرة وملعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد بتيزي وزو خلال الاحتفال بعيد الاستقلال عام 2024.ما يرفع من حصيلة ملاعب الجزائر الجديدة إلى أربعة، دون إدراج الملاعب المجددة كليّا، والمعادة التأهيل وفق المعايير العالمية ودفتر شروط الاتحاد الدولي لكرة القدم، على غرار ملعبي الشهيد حملاوي بقسنطينة و19 ماي يعنابة، ولن تتوقف رغبة الجزائر القوّية في بعث البنية التحتية للرياضة الجزائرية عند هذا الحد، حيث يرتقب إطلاق مشروعين ضخمين لانجاز ملعبين آخرين بتصنيف الخمسة نجوم في كل من ولايتي ورقلة وبشار قريبا، ضمن إستراتيجية استفادة الجزائريين عبر كل القطر الوطني من النهضة في المنشآت الرياضية. ملعبا الدويرة وتيزي وزو يخلدان تاريخ الثورة وتواصلت إنجازات العهدة الرئاسية للرئيس عبد المجيد تبون، عشية الاحتفالات بالذكرى ال62 لعيدي الاستقلال والشباب، حيث دشّن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، ملعب الشهيد علي عمار (علي لابوانت) بالدويرة، ليُضاف إلى ملعبي ميلود هدفي بوهران، الذي افتتح في السابع عشر جوان من عام 2021، وملعب نيلسون مانديلا ببراقي، الذي افتتح في السابع جانفي من عام 2023.ولا يقتصر تميّز الجزائر في الإبداع التصميمي والهندسي للملاعب الجديدة، بل يتعداه إلى التفّرد والتخصص في اختيار أسمائها، التي تحمل رسائل تاريخية ودلالات شعبية واضحة المعاني، على غرار تسمية ملعب "علي عمار"، الذي يحمل اسم الشهيد البطل "علي لابوانت" (14 ماي 1930 – 08 أكتوبر 1957)، وقبله تم اختيار اسم نيلسون مانديلا أسطورة النضال ضد العنصرية لإطلاقه على ملعب براقي، ونفس الشيء ينطبق على ملعب تيزي وزو، الذي أطلق عليه اسم المجاهد الراحل حسين آيت احمد، في تأكيد على بعد النظر لدى الجزائر كدولة تاريخية وقيادية في إفريقيا. ملعب "علي لابوانت" يتحدث بلغة الفخامة ويتميز ملعب "علي لابوانت" بالدويرة بتصميم هندسي يحاكي الذكاء الاصطناعي والإبداع البشري، يضاهي ما تم تصميمه من ملاعب عالية التصنيف في مختلف بقاع العالم، ويتسع الملعب "هدية" الرئيس تبون لنادي مولودية الجزائر ل40 ألف متفرج، كما يتوفر على موقف كبير للسيارات ومدرج خاص لهبوط مروحيات تستعمل للطوارئ والوفود الرسمية، كما يضمّ الملعب خمسة طوابق متخصصة، ويشمل الطابق الأرضي الجناح الرئاسي والجناح الخاص بالصحافة والشخصيات الهامة، بينما خُصّص الطابقان الثاني والثالث للمكاتب الإدارية وإقامة اللاعبين، بالإضافة إلى قاعة المحاضرات مجهّزة بأحدث التجهيزات والتقنيات، والجناح المخصص لغرف اللاعبين والمنطقة المسماة "المنطقة المختلطة"، في حين يضم الطابق الأخير غرف المراقبة التي تعتبر القلب النابض للمركز وتتحكم في كل الملعب. ملعب" أيت أحمد".. عنوان النجومية في قارة إفريقيا وارتفعت حصيلة الجزائر من الملاعب العالمية يوم 10 جويلية بملعب المجاهد حسين آيت احمد (أحد القادة التاريخيين للثورة الجزائرية المجيدة) بتيزي وزو، الذي دشنّه الرئيس عبد المجيد تبون، الذي يصنفه المتابعون في خانة الملاعب العالية التصنيف في قارة إفريقيا والعالم، إلى درجة الجزم بأنّه الأفضل على الإطلاق بين فئته في القارة السمراء، بفضل تصميمه وهندسته المعمارية الأنيقة، وهو الذي يتسع ل50 ألف متفرج، ليرتقي بذلك إلى تاريخ نادي شبيبة القبائل الإعجازي، الذي لطالما رفع علم الجزائر عاليا في المحافل الدولية، بدليل أنّه حمل ألوان الفريق المعروفة الأصفر والأخضر، وتم تزويد الملعب بعدة مداخل خصوصا من جانب الطريق الوطني رقم 12 والطريق الاجتنابي الشمالي ومحول بوعيد للسماح بخروج المناصرين بعد نهاية المباريات وبالتالي تجنب الازدحام، كما جهز الملعب الجديد بنظام الإدارة التقنية المركزية الذي من شأنه ضمان السير الحسن لهذه المنشأة الكبيرة من خلال تسيير عرض الفيديوهات وكاميرات المراقبة عن بعد والتحكم في التكييف والتهوية والإضاءة ب400 كاشف. تطوير البنية التحتية للرياضة الجزائرية وحرص الرئيس تبون على إبراز إرادته القوّية في إعطاء وجه جديد للرياضة الجزائرية، وعلى وجه التحديد عبر تجديد وتطوير البنية التحتية، خدمة للشباب الجزائري وارتقاء بتطلعاته، ونالت الملاعب العالمية الجديدة الثناء والإعجاب ليس لأنّها تتفرّد بهندسة أيقونية واستثنائية فحسب، لكن حتى بفضل تسميتها التي لامست التاريخ والرمزية النضالية للجزائر وبعدها الإفريقي والإقليمي والعالمي، وهو تأكيد على إصرار الدولة الجزائرية في الاحتفاء بتاريخها الثوري والتعريف بنضالها ضد الاستعمار الفرنسي للجيل الصاعد ولكل دول العالم، كما أنّ ملاعب الجزائر العالمية غيّرت الصورة النمطية للمناصر الجزائري "المسّوقة" في الملاعب القديمة، وهذبت من سلوك "المشاغبين"، كما فتحت أبوابها للمرأة الجزائرية بعد أن كان دخولها إلى الملاعب في وقت سابق أمرا محظورا.