يطالب سكان مزرعة قاريدي المعروف بحي "سان شارل" بالقبة، السلطات المعنية وعلى رأسها والي الجزائر العاصمة محمد عبد النور رابحي، بترحيلهم إلى سكنات لائقة، والتكفّل بهذا الانشغال المطروح منذ سنوات، خاصة أن ملفات المعنيين جاهزة، والسلطات المحلية على علم بها؛ حيث استوفت كافة التحقيقات وتحيين الملفات بداية السنة الجارية. وأوضح بعض السكان ل"المساء"، أنهم يعيشون ظروفا صعبة جدا في سكنات قديمة مهدّدة بالانهيار، تعود للحقبة الاستعمارية، وأصبحت غير صالحة للسكن، مضيفين أنّ الوضع بات لا يطاق داخل سكنات هشة لا تقي من حرّ الصيف ولا برد الشتاء. وقال المشتكون: "من غير المعقول مواصلة العيش في هذا الحي الذي يُعدّ من أقدم الأحياء بالمنطقة! " ؛ حيث تأثر كثيرا بفعل العوامل الطبيعية، وأصبح غير صالح للإقامة. كما إن السلطات على علم بذلك، خاصة أن التحقيقات في الملفات وتحيينها تم في مارس الأخير، في انتظار قرار الترحيل، وإنهاء معاناة دامت أكثر من نصف قرن في هذا الحي الذي يُعد نقطة سوداء بالنسبة لبلدية القبة. وذكروا أنّ معاناتهم تعمّقت أكثر، خاصة في هذه الأيام الحارة التي يقضونها داخل شبه شقق مهترئة لا تتوفر فيها أدنى شروط الراحة. ولا يقل الأمر سوءا في فصل الشتاء، وخلال طول أيام السنة. وقال ممثلون عن سكان الحي إنّ حياتهم تحوّلت إلى جحيم وسط المعاناة والأوضاع الكارثية التي يحيون فيها؛ بسبب انتشار مختلف الحشرات الضارة والقوارض والجرذان، ناهيك عن الرطوبة العالية التي كست جدران مساكنهم، وأدّت إلى إصابة أغلب القاطنين بها بأمراض مزمنة، فضلا عن غياب التهيئة الخارجية وغيرها من النقائص التي يشهدها الحي. وحسب المشتكين، فإن السلطات البلدية والدائرة وحتى الولاية على علم بوضعية هذا الحي، الذي أجريت التحقيقات الاجتماعية الخاصة به، وأصبحت ملفات المعنيين جاهزة، وتنتظر الضوء الأخضر من المسؤول الأول عن ولاية الجزائر. وحسبهم، فإن هذا الوضع أجبرهم على التوجّه لمصالح البلدية في العديد من المرات، من أجل التكفّل بانشغالاتهم، والتدخّل الفوري لإيجاد حل لوضعيتهم السكنية المزرية. كما سبق أن نظّموا وقفة احتجاجية على جانب الطريق السريع بالقرب من مدخل ڨاريدي 1؛ من أجل ترحيلهم، مؤكدين أن من غير المعقول مواصلة العيش في سكنات هشة مهدّدة بالانهيار، في الوقت الذي توجد العديد من السكنات الجاهزة للسكن والتي شيّدت بعدة مواقع بالعاصمة؛ إذ سبق أن تم ترحيل عدد من العائلات كانت مقيمة بنفس المزرعة، إلى الحي الجديد 1000 مسكن بالمنظر الجميل، فيما لاتزال أخرى تعاني وسط ظروف مزرية. وقد أدى ذلك بهم إلى تجديد ندائهم؛ من أجل النظر في وضعيتهم، ومنحهم سكنات تصون كرامتهم على غرار آلاف العائلات، التي استفادت من شقق جديدة ضمن عملية إعادة الإسكان بولاية الجزائر.