انتقل إلى رحمة الله تعالى، أوّل أمس، أسطورة المنتخب الوطني لكرة القدم ومولودية وهران سابقا سيد أحمد بلكدروسي، بعد صراع مع المرض أقعده الفراش لآخر مرة، قبل أن يتمكّن منه، ويلحقه بالرفيق الأعلى عن عمر 73 سنة . يعدّ المرحوم بلكدروسي المولود بتاريخ 20 ديسمبر 1950 بوجدة، أحد أعمدة الكرة الجزائرية السابقين في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وترك بصمته واضحة في الساحة الكروية الجزائرية من خلال الإنجازات والتتويجات العديدة، التي حققها في مشواره الكروي، سواء مع المنتخب الوطني، الذي لعب له إلى جانب أساطير كروية جزائرية أخرى لا تنسى كالمرحومين محمد خديس وعيسى دراوي والحارس مهدي سرباح وهدفي ميلود وكدو جمال، وآخرين لازالوا على قيد الحياة كصفصافي وبن الشيخ وبن قادة وبتروني وغيرهم، أو فريقه المحبوب "مولودية وهران". بداية المشوار الحافل لبلكدروسي، كان مع فريق رائد شباب غرب وهران الذي لعب له لمدة 3 سنوات (1966- 1966)، قبل أن ينتقل إلى غالي معسكر الذي نشط فيه له لعامين (1969-1971)، ليحطّ بعدها الرحال بفريق مولودية وهران، الذي أحبّه كثيرا، وتألّق فيه بشكل كبير بمعية لاعبين لامعين آخرين يتصدّرهم المرحوم عبد القادر فريحة المعروف ب"بيقة"، وهدفي ميلود الملقّب ب"قيصر إفريقيا"، ومهدي الهامل ومجاهد سنوسي وقشرة عبد الله وغيرهم . وبالنادي الحمراوي، قضى بلكدروسي أطول فترة له في مساره الكروي (1971-1977)، ليحمل بعدها ألوان مولودية سعيدة لموسم واحد (1977- 1978)، ليعود من جديد لمولودية وهران، لكن لفترة قصيرة لم تتعد موسما واحدا (1978-1979)، وتزامن ذلك مع انطلاق مشروع الإصلاح الرياضي، الذي عاد بفوائد جمة على الرياضة الجزائرية، وعلى كرة القدم بوجه خاص. وانتقل بعدها بلكدروسي إلى الجار اتحاد إليكترونيك سيدي بلعباس بتسميته الجديدة المرتبطة بالمؤسسة الاقتصادية التي احتضنته، وبهذا الفريق مكث موسمين (1979-1981)، ليختتم مشواره الزاهر بالانضمام إلى الجار الأخر هلال سيق الذي أنجب الإسم اللامع محمد بن قادة. وقد أهّلت الخصال الكروية الراقية للمرحوم بلكدروسي، لأن يلتحق بالفريق الوطني الذي دافع عن ألوانه في 20 مناسبة، في الفترة من 1974 وإلى غاية 1979، توّج فيها معه بالميدالية الذهبية للألعاب الإفريقية التي نظّمت بالجزائر سنة 1978، ويعدّ هذا اللقب من ضمن عديد التتويجات التي تحصّل عليها بلكدروسي في مشواره، الذي حوى أيضا كأس الجزائر لسنة 1975 مع مولودية وهران، وفي نفس السنة نال لقب أحسن هداف في مسابقة كأس الجمهورية، بمجموع 7 أهداف. ومن الألقاب الفردية للمرحوم بلكدروسي، لقب أحسن هداف للبطولة الوطنية سنة 1973، برصيد 14 هدفا، وفي سنة 1975، وبمجموع 18 هدفا، وقد سبق لبلكدروسي وأن لعب للمنتخب الوطني العسكري. ووري سيد أحمد بلكدروسي الثرى بمقبرة عين البيضاء، التي دفن بها أيضا رفيقيه الحميمين فريحة ومهدي، وثلاثتهم شكلوا القوة الضاربة لخط هجوم مولودية وهران على مرّ سنوات.