أعلن وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال السيد حميد بصالح أمس عن تنصيب لجنة وزارية للتباحث حول سبل تخفيض فاتورة استغلال الانترنت مشيرا إلى أن الفوترة الحالية لمجمع اتصالات الجزائر لا تخدم القطاع الاقتصادي، وكشف ممثل الحكومة عن إدراج مشروع "أسرتك 2"ضمن مشروع التربية الإلكترونية الذي سيتم عرضه خلال الأيام القادمة على مجلس الحكومة للمصادقة عليه وهو ما سيسمح بتوزيع أكثر من 8 ملايين جهاز كمبيوتر مزود بشبكة الانترنت، مع ضمان تكوين الأساتذة بالإضافة إلى 300 ألف عامل عبر مختلف الإدارات الجزائرية. وقد استغل وزير القطاع فرصة الزيارة الميدانية للقطب التكنولوجي لمدينة سيدي عبد الله أول أمس لعقد لقاء تشاوري مع المستثمرين في مجال خدمات الانترنت والتكنولوجيات الحديثة حيث وعد أصحاب المؤسسات بإعادة النظر في الفوترة التي تستعملها اتصالات الجزائر بخصوص استغلال شبكة الانترنت مع إمكانية الرفع من قوة الدفع مستقبلا لتخدم القطاع. كما عرج على بعض العراقيل التي تواجه الاستثمار الخاص في مجال التكنولوجيات الحديثة التي يجب تطويرها بما يخدم الاقتصاد الوطني مشيرا إلى عدة مشاريع أطلقتها الوزارة بخصوص "التربية الالكترونية"، "المواطن الإلكتروني"، "الإدارة الإلكترونية" و"الاقتصاد الإلكتروني" وهي المشاريع التي تعول عليها الحكومة ضمن مشرعها الضخم "الجزائر الإلكترونية 2013"، واقترح الوزير على المستثمرين تقديم اقتراحات حول سبل "رقمنة مصلحة الحالة المدنية" التي تنتظر الحلول لدخول عالم المعلوماتية بغرض تخفيف الضغط على المصلحة، وهو الاقتراح الذي وعد بخصوصه أصحاب مؤسسات إنتاج الحلول الإلكترونية بدراسته مستقبلا. من جهة أخرى كشف الوزير عن مشروع إعداد 400 أرضية إلكترونية قبل نهاية 2013 تسمح لمجموعة من الإدارات والوزارات بعصرنة خدماتها والتقرب أكثر من المواطن الذي سيستفيد هو الآخر خلال شهر سبتمبر القادم من بوابة جديدة على شبكة الانترنت تسمح له بتصفح عدة مواقع والحصول على عدة معلومات تخصه سواء في مجال السكن أو المشاريع الاقتصادية المفتوحة أو معلومات أخرى عن بلديته حيث تقرر أن يطلق على الموقع اسم "المواطن الإلكتروني"، في حين أشار الوزير إلى أنه من غير المعقول حاليا أن يعود العديد من منتجي مواقع الانترنت إلى المؤسسات الأجنبية الكبرى لتبني الموقع في الوقت الذي يتطلب حاليا التفكير في بعث أرضية إلكترونية جزائرية لتبني المواقع الجزائرية وهو ما دخل ضمن قائمة طلبات أصحاب المؤسسات النشطة في مجال التكنولوجيات الحديثة الذين تمكنوا من خلال استغلال الكفاءات الجزائرية في منافسة أكبر العلامات الأجنبية في مجال الحلول. ويضم القطب التكنولوجي لمدينة سيدي عبد الله اليوم قرابة 30 مؤسسة اقتصادية تنشط في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال تراهن عليها الدولة لبعث الاقتصاد الرقمي الذي سيكون بديلا لقطاع المحروقات من حيث المداخيل وذلك من خلال إنتاج البرمجيات الرقمية وتطوير الخدمات عبر شبكة الانترنت والتكوين الذي يعتبر النقطة الأساسية التي تعول عليها الحكومة. وفي نفس الإطار أشار السيد بن صالح إلى العمل الذي تقوم به وزارته بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية والداخلية لإطلاق مشاريع "التربية الإلكترونية" والإدارة الإلكترونية" التي تستوجب تكوين عدد هام من الأساتذة و300 ألف عامل بالإدارة خاصة بالمصالح التي تتعامل مباشرة مع المواطن وذلك للاستخدام الحسن لأجهزة الإعلام الآلي وشبكة الأنترنات علما أنه ينتظر أن يتم تجهيز مختلف مصالح البلدية عبر الوطن ب380 ألف جهاز حاسوب، وبالنسبة لمجال التكوين أشار المسؤول الأول عن القطاع وجوب وضع خبرة أصحاب المؤسسات في يد الجامعات الجزائرية التي ستسهر من جهتها على توفير اليد العاملة المؤهلة مع إدراج برامج التكوين في تكنولوجيات الإعلام والاتصال بمعاهد التكوين المهني مستقبلا. ولدى اطلاع الوزير على عمل مختلف المؤسسات التي فتحت مكاتب لها عبر إحدى بنايات المدينة المعلوماتية أصر على ضرورة توفير أحسن الخدمات للمؤسسات الاقتصادية التي تبحث عن حلول للتكنولوجيات الحديثة، في حين أعرب عن ارتياحه لدرجة التطور في هذا المجال خاصة بعد أن وقف بمكتب مؤسسة "الأعمال الإلكترونية والخدمات" التي ستضمن إنجاز أرضية معلوماتية خاصة بالبنوك تضمن لهم تحسين خدماتهم وتأمين المعلومات حتى عند انقطاع الكهرباء، وهي الأرضية التي ستدخل حيز التشغيل شهر جانفي القادم وتكون الدفع القوي لمشروع الوزارة "التجارة الإلكترونية"، من جهته طرح صاحب مؤسسة "أي سي 24" مشروع إنجاز مركز نداء لقطاع النقل بالجزائر وهو ما يسمح للمواطن الجزائري بحجز تذكرته عبر جميع خطوط النقل المتوفرة البرية والبحرية والجوية، مع إمكانية التعامل مع مراكز نداء أوروبية مستقبلا حيث سيتم اقتراح رقم هاتفي من أربعة أرقام مع تكوين عدد كبير من الشباب البطال. أصحاب المؤسسات التي فتحت مكاتب لها بالقطب الجديد أعربوا عن سعادتهم لمثل هذه المبادرات التي سمحت بجمع أهل الاختصاص في مكان واحد وهو ما سيسهل عملهم مستقبلا خاصة وأن الوكالة الوطنية لتطوير وترقية الأقطاب التكنولوجية عمدت إلى خلق جو مناسب للاستثمار مع توفير الربط المباشر بشبكة الأنترنت عبر اتفاق مسبق مع مجمع اتصالات الجزائر الذي فتح هو الآخر فرع لعرض خدماته، في انتظار تدشين أقطاب مماثلة بكل من وهران وعنابة حيث تم الحصول مؤخرا على أرضيات للمشروع، في حين وقع الاختيار بولاية ورقلة على بناية قديمة ستتم إعادة تهيئتها لاستقبال أصحاب شركات الاستثمار في التكنولوجيات الحديثة.