مازال إرهاب الطرق يحصد يوميا الأرواح، في ظاهرة عجزت أمامها مختلف الهيئات والتنظيمات عن الحد منها، رغم سن القوانين الرادعة والهادفة لضبط قواعد السير الحسن وحفظ حقوق الغير في الطريق، بالموازاة مع حملات التوعية والتحسيس التي لم تتوقف طوال السنة، وأمام كل ذلك، تكشف التقارير اليومية، عن تزايد أعداد ضحايا حوادث المرور، التي يتسبب فيها العامل البشري بالدرجة الأولى، ولتسليط الضوء على هذه الآفة، التي أثكلت الأمهات ويتمت الأبناء، ومساهمة من "المساء" في التحسيس بخطورة الوضع، حاولت الغوص في أبعاد الظاهرة والجهود المبذولة لإيقاظ ضمائر المتهورين والعابثين بأرواحهم وأرواح الآخرين. ق. م الدرك والأمن يواصلان نشاطهما للحد من كوارث الطرق وفاة 77 شخصا في 169حادث عبر الوطن والعاصمة في المركز الأول تواصل مصالح الدرك الوطني، حملاتها التحسيسية للحد من حوادث المرور، تحت شعار "كلنا معنيون للحد من حوادث المرور"، وفي إطار تنفيذ المخطط الخاص لتأمين موسم الاصطياف 2024، لاسيما بعد تسجيل وفاة 77 شخصا وإصابة 295 آخرين بجروح، إثر وقوع 169 حادث مرور جسماني، لتسجل ولاية الجزائر أكبر عدد من الحوادث (11)، تليها ولاية البويرة ب (10)، ثم الشلف ووهران ب8 حوادث في كل منهما.سجلت مصالح الدرك الوطني، على مستوى مناطق اختصاصها، وفاة 77 شخصا وإصابة 295 آخرين بجروح، إثر وقوع 169 حادث مرور جسماني كآخر حصيلة. وفي هذا الصدد، أوضح المكلف بالاتصال بمركز الإعلام والتنسيق المروري، بقيادة الدرك الوطني، الرقيب أول عبد الحميد عمراني، أن العامل البشري يبقى "المتسبب الرئيسي" في هذه الحوادث، بفعل عدم التقيد باحترام قواعد المرور، حيث تسبب السائقون في 149 حادث، منها 44 حادثا بسبب السرعة المفرطة، و17 حادثا بسبب تغافل السواق، و24 حادثا بسبب السير على اليسار، و14 حادثا بسبب التجاوز دون أخذ الاحتياطات اللازمة، فيما تسبب المارة في 21 حادثا. وبالمناسبة، دعا الرقيب أول عمراني، إلى ضرورة احترام قواعد السياقة السليمة، لاسيما تخفيض السرعة، واحترام مسافة الأمان، ومراعاة الأولوية وإشارات المرور، خصوصا بالتزامن مع موسم الاصطياف، الذي يسجل أعلى نسب حوادث سنويا، وكذا سوء الأحوال الجوية ببعض المناطق. التحسيس عبر محاور الطرقات متواصل نظمت السرية الإقليمية لأمن الطرقات للدرك الوطني بزرالدة، (الجزائر العاصمة) مؤخرا، حملة تحسيسية، تمثلت حسب بيان لنفس المصالح، في التواجد الميداني عبر الطرقات، بغرض تذكير مستعملي الطريق، بضرورة ترسيخ ثقافة استخدام الإشارات المرورية، والتوجيه على الطريق، بالأخص في عطلة نهاية الأسبوع، عن طريق تعزيز التواجد الميداني الدائم، نظرا للكثافة المرورية والإقبال الكبير الذي تعرفه الطرقات الواقعة، ضمن إقليم اختصاص ولاية الجزائر، خاصة في موسم الاصطياف. وتم تركيز الجهود على مرافقة مستعملي الطريق، وتحسيسهم بعواقب حوادث المرور، والتذكير بمخاطر الاستعمال المفرط للسرعة والتجاوزات والمناورات الخطيرة، وعدم احترام مسافة الأمان، إلى جانب التحذير من مخاطر استعمال الهاتف النقال والإلهاء أثناء السياقة، تحت تأثير التعب والإرهاق. وفي هذا الإطار، يتم مرافقة مستعملي الطريق، برفع المخالفات وتحسيس المواطنين. "طريقي".. ذراع قوي للدرك الوطني لنشر التوعية المرورية أكد المكلف بالاعلام، على مستوى مركز الاعلام والتسويق المروري، بالقيادة العليا للدرك الوطني، المقدم سمير بوشحيط، أنه من خلال صفحة "طريقي"، بالتنسيق مع الوحدات القاعدية للدرك الوطني، يتم تزويدنا بمعلومات دقيقة حول حوادث المرور الخطيرة، والتي يكون عدد وفياتها كبير، ويتم نشرها عبر هذه الصفحة كتنبيه لمستعملي الطريق، في حالة تم غلق حركة المرور بالطريق الذي وقع فيه الحادث، ونقوم بإخبار المواطن بضرورة سلك طريق آخر، يقول. تعد هذه الصفحة، بمثابة توعية للمواطنين ولديها أكثر من 620 ألف مشترك، وعدد المشتركين بها يزداد شيئا فشيئا، كما يتم تقديم اقتراحات قيادة الدرك الوطني للجهات الوصية، حول مكافحة ظاهرة اللاأمن المروري بالجزائر، ويتم أيضا التطرق لعدة نقاط بخصوص الإجراءات الجديدة التي تخص قانون المرور، كإجراء إلغاء سحب رخصة السياقة. انخفاض حوادث المرور بالمناطق الحضرية توفي 16 شخصا وجرح 469 آخرون في حوادث مرور، سجلت على مستوى المناطق الحضرية، خلال الفترة الممتدة من 20 إلى 26 أوت الماضي، حسب حصيلة أوردتها مصالح الأمن الوطني. وأوضح المصدر، أنه مقارنة بالإحصائيات المسجلة، فقد عرفت حصيلة حوادث المرور، انخفاضا قدر ب(-21) حادثا، وانخفاضا في عدد الجرحى قدر ب(-49)، مع ارتفاع في عدد الوفيات ب(+02). وأشارت معطيات الأمن الوطني في هذا السياق، إلى أن أسباب هذه الحوادث، التي تعود بالدرجة الأولى إلى العنصر البشري بنسبة تفوق 96 بالمائة، نتيجة عدم احترام قانون المرور، وعدم التقيد بمسافة الأمان، والإفراط في السرعة، والإرهاق، وعدم التركيز عند السياقة، إضافة إلى أسباب أخرى متعلقة بالمركبة. تجدد المديرية العامة للأمن الوطني في هذا الإطار، دعوتها لمستعملي الطريق العام إلى احترام قانون المرور، وتوخي الحيطة والحذر أثناء السياقة، واضعة تحت تصرف المواطنين الرقم الأخضر "1548" وخط النجدة "17" لتلقي البلاغات على مدار 24 ساعة. وتواصل مصالح الأمن، هي الأخرى، عمليات تحسيس المواطن بضرورة احترام قوانين المرور، وعدم الافراط في السرعة عبر صفحات "فايسبوك"، بما فيها صفحة "الشرطة الجزائرية"، وهذا للحد من حصد الأرواح. نسيمة زيداني