عبر أبطال الجزائري، المتوجون في دورة باريس للألعاب البارالمبية، أول أمس، عن فرحتهم الغامرة في تحقيق طموحاتهم، وتشريف الراية الوطنية، بعدما نجحوا في حصد ست ميداليات ذهبية وخمس برونزية، ووضع الجزائر في صدارة ترتيب الدول العربية والإفريقية. أجمع الرياضيون المتوجون بالميداليات، لحظة استقبالهم بالقاعة الشرفية لمطار "هواري بومدين" الدولي، من طرف وزير الشباب والرياضة، عبد الرحمن حماد، ووزيرة التضامن والأسرة وقضايا المرأة، كوثر كريكو، على أهمية رفع الراية الوطنية بالعاصمة الفرنسية باريس، مشيدين بدعم الدولة لهم، من جهة، وبالتشجيعات الكبيرة التي لقوها من طرف الجالية الجزائرية المتواجدة بفرنسا، من جهة أخرى. اسكندر عثماني: حققت ما عجزت عن تحقيقه في طوكيو بحصد ذهبيتين صرح صاحب ذهبيتي 100 م و400 م(T13)، اسكندر جميل عثماني، قائلا: "الحمد لله أنني تمكنت من تقديم ولو الشيء القليل لبلدي، واستطعت تحقيق ما عجزت عنه في طوكيو، بحصد ميداليتين ذهبيتين متتاليتين.. أنا جد راض على هذا الإنجاز الذي لا يعود لي وحدي، لأن هناك عائلة كبيرة ساعدتني على ذلك". وقال عثماني إن "النتائج لم تكن سهلة والفوز جاء بعد تضحيات لساعات طويلة من العمل طيلة سنوات، بمجهوداتي ومجهودات مدربي، فضلا عن أننا تلقينا الكثير من التسهيلات فيما يخص تحضيراتنا عبر مختلف المستويات". صفية جلال: كنت قادرة على تحقيق رقم قياسي أفضل من الذي أنجزته تطرقت صاحبة ذهبية رمي الجلة (ف-57)، والتي حطمت الرقم القياسي البارالمبي الذي كان بحوزتها، صفية جلال، إلى الصعوبات التي واجهتها خلال هذه الموعد الرياضي الكبير، مؤكدة أنها كانت قادرة على تحقيق رقم قياسي أفضل من الذي أنجزته. وأفادت جلال "الميدالية الذهبية المحققة والرقم القياسي البارالمبي المسجل، ليس بالأمر الهين، لاسيما وأن يوم المنافسة عرف تهاطلا كبيرا للأمطار، وهو ما حرمني من تحقيق رقم قياسي أفضل من الذي سجلته.. الحمد لله أنني تمكنت من بلوغ هذه الإنجاز ورفع الراية الوطنية عاليا في سماء فرنسا". عبد القادر بوعامر: دعم الجالية الجزائريةبباريس وراء تتويجي بالذهب من جانبه، نوه البطل البارالمبي في الجيدو، عبد القادر بوعامر (-60 كلغJ1)، بالدعم الكبير الذي لقيه من طرف الجالية الجزائريةبفرنسا، على الرغم من مواجهته في النهائي لمنافس إيراني، كان المرشح الأكبر لنيل الذهبية. وقال بوعامر: "أهنئ نفسي وكل الشعب الجزائري، خصوصا جاليتنا المتواجدة بفرنسا، التي شجعتنا بقوة طيلة الألعاب على هذا اللقب المحقق.. تمكنا من تمثيل الجزائر بأحسن طريقة، من خلال رفع الراية الوطنية عاليا". وأضاف "النهائي كان أصعب محطة، لأني واجهت منافسا ايرانيا يتمتع بالخبرة والتجربة، إضافة إلى أنني شرعت في التحضيرات متأخرا، وهو ما صعب من تأهلي إلى الألعاب البارالمبية، لكني تمكنت من الفوز بفضل الإرادة ودعم الطاقم الفني، الذي ساعدني كثيرا، خصوصا من خلال دراسة نقاط ضعف وقوة جميع المتنافسين". نسيمة صايفي: نشيد قسما دوى في فرنسا ست مرات وهذا أمر رائع أما البطلة البارالمبية في اختصاص رمي القرص (F57)، نسيمة صايفي، فقالت إنه "شعور لا يمكن وصفه، خاصة وأن الألعاب كانت بباريس.. لقد توجهنا هناك وكلنا عزيمة من أجل العودة بالميداليات، ورفع الراية الوطنية بأكبر عدد ممكن، وهو ما حصل.. الحمد لله أن نشيد قسما دوى في فرنسا ست مرات، وهذا أمر رائع". وأضافت "أشكر الجالية الجزائرية التي ساندتنا بقوة خلال المنافسات، وشجعتنا على تقديم أفضل ما لدينا لتحقيق مبتغانا، ورفع العلم الجزائريبباريس، وهذا أمر له طعم خاص.. الحمد لله أنني جعلت الجميع ينظر إلى علم بلدي، ويقف للنشيد الوطني الجزائري". سيد أحمد العسري: سنواصل في نفس الوتيرة في المحافل الدولية القادمة من جانبه، أكد رئيس الوفد الجزائري المشارك بباريس، ورئيس الاتحادية الجزائرية لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، سيد أحمد العسري، على "توفير كل الظروف الملائمة للرياضيين، ليتسنى لهم بذل مجهودات أكبر. الفوز ب6 ميداليات ليس بالأمر السهل، وأهنئ جميع الرياضيين ومدربيهم الذين ضحوا من أجل رفع العلم الجزائريبباريس"، مضيفا: "أشكر كل الجالية الجزائرية والشعب الجزائري ووسائل الإعلام التي رافقتنا طيلة هذه الألعاب، وهو ما حفز الرياضيين أكثر فأكثر لفرض أنفسهم". واختتم قائلا "علينا المحافظة على هذا الإنجاز الكبير، ونواصل في نفس الوتيرة، من أجل تشريف الألوان الوطنية في جميع المحافل الدولية". وخلال مشاركتها في الطبعة 17 للألعاب البارالمبية، حصدت الجزائر 11 ميدالية (6 ذهبيات و5 برونزيات)، وتوج بالمعدن النفيس كل من عثماني اسكندر جميل في اختصاصي (100 م و400 م/T13)، إضافة إلى صفية جلال (رمي الجلة/F57)، نسيمة صايفي (رمي القرص/F57)، عبد القادر بوعامر في الجيدو (-60 كلغJ1) وإبراهيم قندوز (200 متر في الباراكانوي الكانوي كياك KL3). أما البرونزيات الخمس، فقد كانت من نصيب كل من نسيمة صايفي (رمي الجلة /F57)، أحمد مهيدب (رمي الصولجان /F32)، حمري ليندا (القفز الطويل/F12)، ولد قويدر إسحاق (جودو/-60 كلغ/ د2) وحسين بتير (الحمل بالقوة/ 65 كلغ). وبوفد يتكون من 26 رياضيا (18 رجلا و8 سيدات)، أنهت الجزائر مشاركتها البارالمبية في المركز 25 من أصل 186 دولة مشاركة في جدول الترتيب، متصدرة بذلك الدول العربية والإفريقية.