أبرز وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، مساء أول أمس، بولاية تيميمون امتداد الإشعاع العلمي لعلماء الجزائر في العمق الإفريقي والعالم، معتبرا الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي، رمزا من رموز الإدارة والحضارة، كونه وضع دساتير للبلدان التي زارها ونشر فيها العلم والسكينة والفضيلة. أوضح الوزير على هامش تفقده لعدد من المعالم الدينية في إطار زيارة العمل التي قام بها إلى ولاية تيميمون "أن الإشعاع العلمي والجهود العلمية التي بذلها علماء وفقهاء وأئمة الجزائر امتدت إلى العمق الإفريقي والعالم، مبرزا دورهم الكبير في نشر العلم"، حيث قال "لا أحد ينكر جهودهم وامتدادات نهجهم الذي منبعه منهج الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم". وأشار بلمهدي لدى زيارته لبعض المعالم الأثرية للشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي ببلدية أولاد سعيد، على غرار الخلوة، التي كان يتعبد بها الشيخ، والسوق الذي أقامه للتجارة آنذاك، أن هذا الأخير كان رمزا من رموز الإدارة والحضارة، حيث وضع دساتير للبلدان التي زارها، ونشر فيها العلم والسكينة والفضيلة، مؤكدا أن الجزائر يكفيها شرفا أنها كانت من حواضر العلم التي أسس لها علماؤها وفقهاؤها ورجال الإصلاح، وانتشر منها الإسلام نحو إفريقيا. وأشرف الوزير خلال اليوم الأول من الزيارة على تدشين مسجد الرحمة بقصر أولاد الطاهر ببلدية تيميمون، كما تفقد المدرسة القرآنية الداخلية الشيخ الحاج محمد الدباغي. ولدى تدشينه مسجد خالد بن الوليد ومدرسته القرآنية ببلدية تينركوك، أشاد الوزير بالدور الذي تؤديه المدارس والزوايا في تعليم النشء وهي تعتبر–كما قال "خزان الجزائر من حفظة كتاب الله". ضرورة التعريف بإسهامات علماء الجزائر عالميا وخلال اليوم الثاني من زيارته للولاية، أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، على أهمية تنظيم الملتقيات حول علماء الجزائر لإبراز إسهاماتهم في نشر العلم في أصقاع العالم، موضحا لدى إشرافه على افتتاح أشغال ملتقى وطني موسوم ب''قورارة عبر التاريخ ..الإمام محمد بن أب المزمري العبقري، حياته وآثاره''، أن ''سنّ الملتقيات التي تسلّط الضوء على هؤلاء العلماء، من شأنه أن يسهم في تلقين نهجهم للأجيال القادمة وتوفير مادة علمية للباحثين والدارسين بالجامعات ومراكز البحث الوطنية". وأردف قائلا ''إن الجزائر لديها من المقوّمات والقدرات ما يمكنها من تعزيز المرجعية الدينية والهوية الوطنية''، مؤكدا على ضرورة مواصلة العمل على النهج الذي وضعه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لتجسيد مشروع ''الجزائر المنتصرة". من جهتهم، أبرز متدخلون من باحثين وأساتذة جامعيين ومشايخ خلال أشغال هذا الملتقى العلمي الذي نظمته مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية تيميمون بالتنسيق مع مخبر المخطوطات بجامعة أدرار، مختلف الجوانب العلمية والفكرية للإمام العبقري، وما ألفه في علم البلاغة والنحو والصرف وفقه العبادات والمعاملات.