أكد مشاركون في الملتقى الوطني الأول الموسوم ب"الرسالة التربوية والتعليمية للزوايا العلمية: الزاوية القاسمية بالهامل نموذجا" أمس، ببرج بوعريريج، على أهمية دور هذه المؤسسة الدينية في الحفاظ على الهوية الوطنية والمرجعية الدينية الوطنية. أبرز الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، عميد جامع الجزائر ورئيس الرابطة الرحمانية للزوايا العلمية في مداخلته في اللقاء الذي تحتضنه جامعة محمد البشير الإبراهيمي على مدار يومين، أن "الزوايا الأصيلة أدت رسالتها وكانت حصونا منيعة للإسلام في وجه المستعمر الفرنسي، حيث كانت إحدى القلاع التي حافظت على الهوية الوطنية، يوم تعرّضت الجزائر لأسوأ استدمار وقامت بمحاربة مشروعه التغريبي التنصيري"، وأضاف بأن الزوايا "مثلما أدت رسالتها في الماضي إبان ثورة التحرير المظفرة، هي اليوم تحارب الاغتراب الثقافي والديني"، مشدّدا على ضرورة مواصلة الزوايا تأدية رسالتها الشاملة المتعدّدة من أجل الحفاظ على مرجعية الجزائر الدينية التي تتميز بالوسطية الجامعة للنسيج الثقافي الذي يميز المجتمع الجزائري. من جهته، ركز رئيس الملتقى، الدكتور أحمد أبو أنس بوصبع، مدير الزاوية الطاهرية القاسمية ببرج بوعريريج، على تعريف الزاوية ودورها ومبادئها وقيمها وما تعرض له شيوخها وعلماؤها من تهميش وتشويه عبر التاريخ، مبرزا الجانب التربوي الذي كانت تقوم به الزاوية للتصدي للأفكار الغريبة عن المجتمع والدين، فيما اعتبر مدير جامعة محمد البشير الإبراهيمي، البروفيسور بوعزة بوضرساية، الملتقى "فرصة لإبراز إسهامات الزاوية في الجانب التربوي والتعليمي عبر التاريخ والجهاد ضد المستعمر الفرنسي ودورها في الحفاظ على هويتنا ومرجعيتنا الدينية بدءا من مقاومة الأمير عبد القادر وصولا إلى الثورة التحريرية المجيدة". ويعرف هذا الملتقى الذي بادرت بتنظيمه الرابطة الرحمانية للزوايا العلمية والزاوية الظاهرية القاسمية ببرج بوعريريج بالتنسيق مع جامعة محمد البشير الإبراهيمي وتحت الرئاسة الشرفية للشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، عميد مسجد الجزائر، مشاركة نخبة من الباحثين والعلماء من مختلف جامعات الوطن.