استقبلت أوبرا الجزائر "بوعلام بسايح"، حفل افتتاح الأيام الإبداعية الإفريقية "كانكس ويكاند 2024"، سهرة الأربعاء الأخير، وتميز الحفل بإيقاعات متنوعة وراقصة، من أداء مجموعة من الفنانين، صعدوا الخشبة، مثل الكينية صوفيا نزاو، والجزائري جمال لعروسي، وسميرة براهمية. أشرفت وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، على انطلاق حفل الافتتاح، وقالت في كلمتها الترحيبية "نجتمع في هذا اليوم التاريخي، لنقف على ما جادت به أنامل الأفارقة في شتى الفنون والصناعات الثقافية والإبداعية، ولنفتح فضاء متجددا للتبادل والتعاون الثقافي بين شعوب القارة السمراء"، مضيفة أنها "سانحة عزيزة كي نؤسس لتفكير ديناميكي، بشأن السياسات الثقافية الإفريقية، لمعالجة التحديات العالمية الجديدة، وعلى رأسها تحدي الاستدامة". وأضافت بأن الجزائر، تعتزم المشاركة بشكل عملي مكثف وناجع في البرامج الكبرى للتنمية الثقافية والاقتصادية لإفريقيا، وهو ما يؤكد "الدور الفعال الذي تعتزم الجزائر أن تضطلع به، قصد تحقيق الأهداف الثقافية المشتركة، ضمن الاستراتيجية التي وضعها الاتحاد الإفريقي، تأصيلا للثقافة الإفريقية، وتعزيزا لقيم التبادل والتضامن والمحبة والأخوة الإنسانية، ونشرا لثقافة السلام وقيم التعايش". بدوره، عبر رئيس البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد "أفريكسيم بنك"، بنيدكت أوراما، عن امتنانه الكبير لرئيس الجمهورية على موافقته لاحتضان الجزائر هذا "الحدث الهام جدا بالنسبة لإفريقيا، والذي يسبق تظاهرة أكبر بكثير، ستنظم في سبتمبر 2025، وهي معرض التجارة البينية الإفريقية". كما تحدث بنديكت عن أهمية الأيام الإبداعية الإفريقية المنظمة في الجزائر، باعتبارها حدثا ثقافيا هاما بالنسبة لإفريقيا، وللأفارقة أيضا، ليس فقط في إفريقيا، إنما في كل أنحاء العالم، كما في الكاريبي والأمريكيتين، لافتا إلى أنها سانحة لبحث كيفية التعاون من أجل إنتاج محتوى إبداعي قابل للتسويق، ويساهم في خلق مناصب شغل، وخلق الثروة أيضا، ويعمل على استقطاب الأفارقة نحو هذه الصناعات، على المستوى العالمي. ونوهت ميناتا ساماتي سيسوما، مفوضة الصحة والشؤون الإنسانية والتنمية الاجتماعية بالاتحاد الإفريقي، بمستوى الحوار والتبادل الذي ميز المائدة المستديرة، التي تدارست موضوع "الاقتصاد الإبداعي الشامل"، وقالت "نحن بحاجة إلى مختلف الفنون، لنرفع صوتنا نحو العالم، ونحقق النهضة الإفريقية المنشودة في أفق 2063"، مؤكدة أن ذلك "لا يتحقق إلا عن طريق العمل المشترك المستمر فيما بيننا، والاستثمار في مكاسبنا الثقافية، وكل الصناعات الإبداعية والحرف التقليدية، من أجل مستقبل إفريقي موحد، تسوده التنمية والسلم والاستقرار". يذكر أن الحفل حضره مستشار رئيس الجمهورية، المكلف بالتربية والتعليم العالي والتكوين المهني والثقافة، محمد الصغير سعداوي، وأعضاء من الحكومة، وبرلمانيون، ورؤساء هيئات وطنية، وأيضا وزراء الثقافة للدول المشاركة من إفريقيا والكاريبي، وأعضاء الفريق الاستشاري لهذه الأيام الإبداعية الإفريقية. تعد هذه التظاهرة الثقافية والسياحية والشبانية، التي تنظم تحت شعار "شعب موحد بالثقافة ويبدع من أجل العالم"، والتي تسبق تنظيم الجزائر للمعرض الإفريقي البيني في سبتمبر 2025، فرصة هامة لإبراز الصناعات الثقافية والإبداعية الإفريقية، وتشجيع المواهب المتنوعة في شتى مجالات الإبداع من جميع أنحاء القارة، ولدى المغتربين.