أكد المشاركون في الملتقى الدولي، حول التحول الرقمي وأثره على المجتمع والاقتصاد والمدينة، أن الجزائر، وفي ظل تسارع التطورات التكنولوجية عالميا، سعت جاهدة لتحقيق تحول رقمي شامل، يعزز من قدرتها التنافسية في مختلف القطاعات، وهو ما مكنها من قطع أشواط كبيرة في مسار التحول الرقمي، من خلال عصرنة مختلف الإدارات والقطاعات. أضاف المتدخلون في الملتقى، الذي اختتم أول أمس، وجمع مختصين وباحثين من خارج الجزائر، على غرار روسيا، مصر، الأردن ومختلف ولايات الوطن، أن هناك العديد من القطاعات التي تمكنت مؤخرا، من تطبيق الاستراتيجية الوطنية للرقمنة والتخلص من الأصول الورقية، على غرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، حيث يتمكن الجامعيون اليوم، من التسجيل أو دفع مستحقات الجامعة والإيواء عبر شبكة الأنترنت. من جهته، أكد الدكتور بوالصوف المعتز بالله، من كلية الهندسة والتعمير بجامعة قسنطينة "3"، أن التحول الرقمي في قطاع التعليم العالي ليس مجرد خطوة تحديثية، بل هو استثمار طويل الأمد، من شأنه أن يعزز من قدرة الجزائر على مواكبة التطورات العالمية، والذي يتطلب تضافر جهود مختلف الأطراف المعنية لتحقيق قفزة نوعية في قطاع التعليم العالي، بما يتماشى مع متطلبات العصر الرقمي، مشيرا في ذات السياق، إلى أن الجزائر، ومنذ تولي رئيس الجمهورية الحكم، وهي تسعى إلى استراتيجية طموحة لتحقيق التحول الرقمي، وتوسيع استراتيجية "صفر ورقة"، بهدف تحديث التعليم العالي وتعزيز الإنتاجية والتنافسية الأكاديمية، وصولا إلى التركيز على الذكاء الاصطناعي. أما الدكتور ندير عزيزي، مدير حاضنة الأعمال ونائب رئيس جامعة قسنطينة "2"، فأكد أنه ولتعزيز دور الجامعة كقاطرة للاقتصاد الوطني، تم تنفيذ استراتيجية توأمة بين الجامعات والمؤسسات الاقتصادية العمومية والخاصة، تجسدت من خلال الانفتاح على مشاريع المؤسسات الناشئة والحاضنات في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، وتسليط الضوء على مشروع الطالب المتخرج المقاول، وغيرها من التوجهات التي ستحول الجامعة الجزائرية من منتج للشهادات إلى منتج للثروة، وعامل أساسي في إيجاد الحلول العلمية لمختلف الإشكالات المطروحة في مجال الرقمنة والتنمية والابتكار. وعرف الملتقى الذي احتضنته جامعة "صالح بوبنيدر"، على مدار ثلاثة أيام، الخروج بعدد من التوصيات التي قدمتها الدكتورة نظرة نايت عمار، وفي مقدمتها، دعم التحول الرقمي في التعليم العالي ومواصلة جهود رقمنة الجامعات وتوسيع مبادرات، مثل "صفر ورقة"، لتعزيز الكفاءة الأكاديمية والتنافسية، تعزيز التعليم والتدريب في التكنولوجيا، من خلال تقديم برامج تدريبية متقدمة للطلاب والموظفين في القطاعات المختلفة، لتمكينهم من استخدام التكنولوجيا الحديثة بكفاءة، مع توفير حوافز ودعم للشركات الناشئة والمشروعات الابتكارية، لتعزيز البيئة الريادية الرقمية في الجزائر.