أضاءت ندوة "من المعرفة المحلية إلى العالمية.. كيف تساهم الترجمة في نشر الأفكار؟"، التي انتظمت أوّل أمس الخميس، ضمن البرنامج الثقافي للصالون الدولي للكتاب ال27، على أهمية الترجمة كوسيلة لتجسير الهوة بين الثقافات، وتأكيد دورها المحوري في تعزيز الحوار الثقافي والانفتاح العالمي. نشّطت الندوة الكاتبة والأستاذة بجامعة قطر حنان الفياض، التي تناولت الترجمة، ليس فقط كأداة لغوية، بل كجسر ثقافي أساسي يسهم في تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعوب، إذ استهلت مداخلتها بدور الترجمة في تقريب الشعوب، مؤكّدة أنّ الترجمة ليست مجرد فعل لغوي، بل أداة تواصل بين الثقافات تساهم في تجاوز الحواجز وبناء روابط متينة بين المجتمعات. وقالت "الكاتب هو أداة أساسية لبناء جسور بين الشعوب. الفروقات الثقافية لها أهمية كبيرة، كما أنّ اختلاف الآراء في الترجمة وتنوّع التفسيرات يسمح لنا بالاقتراب أكثر من الثقافات الأخرى". وأبرزت الكاتبة التحديات والغنى الذي تحمله الترجمة، مؤكّدة على ضرورة الاعتراف بتنوّع الثقافات في العالم، واعتبرت أنّ كلّ لغة وكلّ ثقافة تحمل رؤيتها الفريدة للعالم، وهذه التنوّعات تمثّل ثروة يجب استغلالها كعامل للتكامل والإثراء المتبادل بدلًا من كونها عامل تفرقة. كما شدّدت على أنّ الترجمة ليست مجرّد نقل للكلمات، بل هي عملية جوهرية لفهم الفروقات والخصوصيات الثقافية. وأضافت "يسهم ذلك في رؤية تقوم على التعاون والتفاعل. العلاقات المتبادلة بين الثقافات تتكامل وتعزّز الإنسانية المشتركة بين الشعوب". وحسب الفياض، فإنّ صعوبات الترجمة ليست لغوية فحسب، بل ثقافية أيضًا. فترجمة الهوية الثقافية والتنوّع داخل اللغة الواحدة والاختلافات المفاهيمية بين الشرق والغرب تجعل هذا المجال معقدًا. على سبيل المثال، يختلف مفهوم "الذات" بين الثقافات الشرقية والغربية. وأشارت الكاتبة إلى الدور التاريخي للترجمة منذ الحقبة الأموية، منوّهة بمبادرات مثل تلك التي أطلقها خالد بن يزيد لترجمة الأعمال اليونانية إلى العربية. ورغم هذه الجهود، لاحظت الفياض أن عدد الترجمات إلى اللغة العربية لا يزال ضعيفًا مقارنة بدول أخرى.