تحوي مدينة البليدة العديد من المعالم الأثرية التي لها قيمة تاريخية نفيسة، منها مسجدي "ابن سعدون" و "الحنفي اسطنبولي"، اللذان يعدان من أقدم أماكن العبادة بالمنطقة والمصنفان ضمن قائمة المساجد الأثرية بالولاية، في انتظار الموافقة على تصنيفهما وطنيا. ويتموقع هذان الهيكلان الدينيان في قلب مدينة الورود، وتحديدا داخل أحيائها العتيقة الضيقة وهما قريبان من السوق الشعبية " السويقة ". ويشهد هذان المسجدان إقبالا كبيرا من طرف المصلين، حتى أن المساحة المخصصة للصلاة بهما أصبحت لا تكفي لاحتضان الكم المتزايد من المصلين الذين اعتادوا على تأدية الصلاة بهما. ولا يزال هذان المسجدان يؤديان علاوة عن وظيفتهما الدينية، دورا هاما على الصعيد الاجتماعي من خلال رص صفوف المواطنين، وجمع الشمل بينهم وزرع المحبة والتعاون وروح التآزر. وقد أعلن مدير الثقافة، السيد عياش احمد، أنه تم إدراج هذين المسجدين في إطار مخطط حفظ و استصلاح القطاعات المحفوظة لمدينة البليدة العتيقة، في انتظار الموافقة على طلب تصنيفهما ضمن القطاع المحفوظ من طرف الوزارة الوصية. و يعود بناء المسجد الجامع "ابن سعدون بن محمد بن بابا علي" إلى أواخر القرن ال16 م وبداية القرن ال10 هجري وهو يحمل اسم صاحبه الذي بناه على حسابها لخاص. ويتربع هذا المسجد على مساحة 258 متر مربع منها قاعة الصلاة تتسع إلى ثماني مائة مصلي.ويتميز بنيانه بأربعة أروقة وخمسة صفوف من الأعمدة ذات التيجان كثل تلك التي استعملت في بناء قلعة بني حماد ومسجد قسنطينة .كما تعلو قاعة الصلاة المركزية سدة تستعمل كقاعة صلاة إضافية .كما له صومعة واحدة على شكل مربع. أما المسجد الجامع "الحنفي التركي" الأثري، الذي يحمل اسم الإمام المرحوم "مصطفى اسطنبولي" فبني سنة 1750 ميلادية، من طرف العثمانيين لأداء الصلاة وفقا للمذهب الحنفي ليتحول حاليا إلى المذهب المالكي المنتشر في المغرب العربي. ولهذا المسجد مدخل واحد يتوسط النافذتين اللتين تحولتا إلى بابين إضافيتين بسبب ارتفاع عدد المصلين .كما هيئت قاعة صلاة إضافية (سدة) لنفس الغرض. أما قاعة الصلاة المركزية بها أربعة أروقة تقسمها ثلاثة صفوف من الأعمدة، ذات تيجان من الطراز الحمادي وفي كل صف خمسة أعمدة. ويتميز المسجد أيضا بعقود من طراز العقد المنكسر الشائع استعماله في العمارة الإسلامية بالجزائر، كتلك المستعملة في مسجد تنس و مسجد قسنطينة والمسجد الكبير بتلمسان.