❊ تقدم كبير في الغراسة وهياكل هامة لتثبيت السكان ❊ تسهيلات لسكان الريف والمستثمرين للاستفادة من دعم الدولة تحدّثت نائب مدير السد الأخضر والمناطق السهبية والصحراوية، رتيبة عربادي، إلى "المساء" ، عن المراحل التي قطعها مشروع إعادة تأهيل السد، ومؤسسات الإنجاز والمتابعة، التي تسهر على سير عمليات الغراسة، والهياكل القاعدية المتعلقة بنقاط حشد المياه، وفتح المسالك، وأشغال التهيئة. وكشفت عن تقدم كبير في تجسيد عمليات الغراسة التي يؤطرها مجمع الهندسة الغابية، ويشرف على تقييم ومتابعة أشغالها المكتبُ الوطني لدراسات التنمية الريفية "بنيدر". ❊ الدولة عازمة على تسريع وتيرة إعادة تأهيل السد الأخضر، ورئيس الجمهورية يوصي في كل مرة، بإدماج المؤسسات الشبانية. كيف تجري هذه العملية في الميدان؟ ❊❊ إن رئيس الجمهورية يحرص على تجسيد هذا المشروع الحيوي. ويسدي في كل اجتماع وزاري، تعليمات وتوجيهات لضمان تقدم أشغال السد الذي يقدم عدة منافع؛ منها إيكولوجية؛ لصد زحف الرمال نحو المناطق الشمالية، مع ضمان البعد الاقتصادي؛ من خلال إدماج الأشجار المثمرة التي تتلاءم ومناخ المنطقة. حيث سيتم تسهيل غرس العديد من الأنواع المقتصدة للماء؛ كأشجار الزيتون، واللوز، وحتى الفستق والجوز. ولا يخفى عن أحد أن رئيس الجمهورية أمر في آخر اجتماع وزاري، بإعداد دفتر شروط خاص بعملية إعادة بناء السد الأخضر؛ باستحداث شركات شبانية تشتغل في مجال التشجير، والري، والعناية، ومتابعة الاستغلال. كما أمر بتعميم أشجار السد الأخضر. وينبغي أن يشمل مناطق الكثبان أيضا؛ باعتبارها من المواقع التي مسّتها ظاهرة تقدم الرمال. ❊ المديرية العامة للغابات تشرف على تجسيد المشروع بالتنسيق مع قطاعات أخرى. هل من تفصيل في هذا الشأن؟ ❊❊ يتضمن مخطط العمل 3 أشطر. فالشطر الأول (2023) الذي وصلت قيمته المالية إلى 10 ملايير دج لتمويل 12 ٪ من الأعمال المخطط لها، تخص 183 بلدية، وأكثر من 800 منطقة، وإبرام صفقتين؛ الأولى بين المديرية العامة للغابات والمجموعة الهندسية الريفية (GGR)؛ لتنفيذ خطة العمل لتأهيل وتوسيع وتطوير السد الأخضر، عن طريق عقد صفقة بالتراضي، بقيمة تفوق 9.31 ملايير دينار كمرحلة أولى. ويستغرق تنفيذها 40 شهرا. ويحتوي الشطر على ثلاث عمليات تخص الغراسة، والحماية، والعمليات الهيكلية. فبالنسبة لعمليات الغراسة تم تشجير 10021 هكتار في 2023. كما يجري تشجير 3306 هكتار. أما في 2024 فقد بُرمج إعادة تشجير 4625 هكتار، إلى جانب تثبيت حواف الوديان على 38 هكتارا، وغراسة الأحزمة الخضراء ب 929.5 هكتار وعلى طول 340 كلم، وكذا غرس مصدات الرياح على طول 672,5 كلم. وأخذت الغراسة الحراجية مساحة 7440,50 هكتار. كما تضمّن المخطط غرس أشجار مثمرة على مساحة 4331.50 هكتار، وغراسة 394,2 هكتار بنبات التين الشوكي، وتخصيص مساحة 2640 هكتار للغراسة الرعوية. وأما عمليات الحماية فتتمثل في أعمال الحفاظ على التربة والماء بحجم 30100 متر مكعب؛ من خلال تثبيت الكثبان الرملية على مساحة 1129,50 هكتار، ووضع تحت الحماية مساحة 16500هكتار. كما تتضمن العمليات الهيكلية فتح وتهيئة المسالك الريفية والفلاحية على مسافة 669 كلم، فضلا عن استعمال الطاقة الشمسية ب 20 وحدة، وتهيئة واستحداث نقاط وهياكل للمياه ب 64 وحدة. ❊ كيف يتم التنسيق مع باقي القطاعات لضمان سير العملية؟ ❊❊ لضمان سير عملية إعادة التأهيل أعيدَ إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة التصحر وبعث السد الأخضر، والتي تضم 15 قطاعا وزاريا، و11 هيئة، والمعهد الوطني للأبحاث الغابية، وممثلين عن المجتمع المدني؛ منها الجمعية الوطنية للمحافظة على السد الأخضر، والفيدرالية الوطنية للموالين، وكل قطاع أو هيئة يضمن تجسيد مهمته بشكل تكاملي، يحقق الهدف المنشود. ❊ كيف يتم دعم سكان المناطق الريفية المحاذية للسد؟ ❊❊ من بين مخرجات مشروع السد الأخضر، تحسين المستوى المعيش للسكان، وتقديم الدعم اللازم لتوفير مناصب شغل. وفي هذا السياق تتكفل مصالح الغابات والفلاحة بغرس الأشجار المثمرة التي يرغب فيها السكان، وسقيها في البداية، ومساعدتهم في حفر الآبار أو الآبار الارتوازية؛ لضمان سقي مستديم، شرط أن يمضي المستفيد على عقد، يتعهد فيه بالاعتناء بالمغروسات، وحمايتها من التلف. ويستفيد من منتوجاتها مجانا. ومعلوم أن السد الأخضر يتكون معظمه، من مناطق سهبية بنسبة 63 ٪. أما المناطق الغابية فتشكل 18 ٪، فيما تحتل المناطق الفلاحية 16 ٪. ❊ وماهي التسهيلات المقدمة للمستثمرين في استصلاح الأراضي الفلاحية أو الغابية؟ ❊❊ المستثمرون، أيضا، لهم الحق في استغلال الأراضي المحاذية للسد أو حتى داخل السد؛ لتجسيد مشاريعهم الإنتاجية. وللحصول على عقود امتياز بهذه المناطق يتعين على المهتمين التوجه إلى محافظات الغابات والمصالح الفلاحية ومحافظة السهوب بالولايات المعنية بالسد، لمعرفة فرص الاستثمار، والاستفادة من دعم الدولة. ويمكنهم إعداد دراسات لمشاريعهم، والتسجيل في منصة وزارة الفلاحة التي يجدون فيها كل المعلومات. ❊ هل استقبلتم عيّنة من المستثمرين الراغبين في تجسيد مشاريعهم بالسد الأخضر؟ ❊❊ نعم، منذ أن تم الإعلان عن انطلاق عملية إعادة تأهيل السد الأخضر، تشكلت حركة محسوسة وسط المستثمرين ومنتجي الشتائل؛ حيث تم استقبال العديد من الطلبات المتعلقة بإنشاء محيطات فلاحية على ضفاف السد، بل استقبلنا حتى مستثمرين ينوُون غرس أشجار فواكه استوائية، ثبت نجاحها في عدة ولايات. ❊ تقدم الأممالمتحدة عن طريق صندوق المناخ الأخضر ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم، دعما للدول. هل تقدمت الجزائر بطلب للاستفادة من هذا الدعم؟ ❊❊ بالتأكيد؛ فالجزائر مهتمة بهذا الدعم؛ حيث حققنا تقدما في التفاوض مع هذه الهيئة الأممية، للاستفادة من مساعدات صندوق المناخ الأخضر، التي تتمثل في إدخال تقنيات جديدة لإنجاح مشروع السد الأخضر. وقد وافقت منظمة الأغذية والزراعة على تعيين خبير ينسق مع خبراء من الصندوق الوطني لدراسات التنمية الريفية "بنيدر" ، لإعداد تقارير تضمن الاستفادة من الدعم الدولي.