أكد مندوب دولة فلسطين الدائم لدى الأممالمتحدة، رياض منصور، أول أمس، أن الشعب الفلسطيني استلهم من ثورة الجزائر المجيدة درسا تاريخيا حول حتمية زوال الاستعمار مهما طال أمده. شدّد منصور في كلمته خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي برئاسة الجزائر، على أن "تجربة الجزائر وثورتها المجيدة تعد شاهدا على حتمية تحقيق الحرية والاستقلال مهما طال الزمن". وأشاد منصور بالدور الجزائري الداعم للقضية الفلسطينية، مهنّئا الجزائر على توليها رئاسة مجلس الأمن لشهر جانفي الجاري، شاكرا إياها على الدور الكبير الذي تلعبه في المنتظم الدولي من أجل إحقاق الحقّ والدفع عن القضية الفلسطينية، ووقف إبادة الفلسطينيين في غزة أمام صمت دولي لم يشهد العالم مثله. وطالب منصور مجلس الأمن بضرورة التدخل العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، معتبرا أن استمرار الاحتلال ومجازره يشكل "جرائم حرب صارخة وإبادة جماعية"، كما أعرب عن امتنانه للطواقم الطبية الفلسطينية، التي وصف شجاعتها وتضحياتها بأنها مصدر فخر ودليل على الصمود الفلسطيني. وتابع منصور قائلا "يحاول الأطباء والطاقم الطبي الفلسطيني إنقاذ حياة الناس في حين أنهم هم من يفقدون حياتهم في هذه المحاولة. إنهم في معركة لا يمكنهم الفوز بها، وفي الوقت نفسه، ليسوا على استعداد للاستسلام وخيانة القَسم الطبي الذي أدلوا به، فهم يحاولون إنقاذ الأرواح بينما تتعرض المستشفيات للهجوم ويحاصر الطاقم الطبي الذي يقتل مع المرضى والأشخاص الذين يبحثون عن مأوى". وأضاف "الأطباء في غزة يعرفون أن الأشخاص الذين يحاولون إنقاذهم في النهاية سيتم قتلهم، وأيضا سيتم اعتقال الأطباء أنفسهم أو تعذيبهم أو حتى قتلهم على يد قوات الاحتلال لمحاولتهم إنقاذ حياة البشر، ومع ذلك يستمرون في رسالتهم". وأوضح منصور أنه لا شيء يبرر أن يصبح الأطباء الذين كانوا يحاولون إنقاذ حياة الضحايا هم أنفسهم ضحايا، ولم يكن لدى المجتمع الدولي أي جزء بسيط من شجاعته وتضحياته لوقف هذا الوضع. كما أكد على أن مجلس الأمن مطالب بإنقاذ الأرواح البشرية، وبإسقاط الحصانة عن الكيان الصهيوني وإنهاء الإبادة الجماعية وإيقاف هذه الوحشية فورا دون قيد أو شرط، فالأطباء والطاقم الطبي الفلسطيني يخاطرون بحياتهم من أجل تقديم الخدمات الطبية لشعبهم ولا يتخلّون عن الضحايا ولا يفرّون من واجبهم ويجب ألا ننسى هؤلاء الشرفاء. واختتم منصور كلمته بتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني وشعوره بالتخلي عنه، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرّك لإنقاذ الأرواح وإنهاء المأساة الإنسانية في غزة، مشدّدا على أن العدالة ستتحقّق مهما طال الزمن.