انتشرت منذ أيام، وبشكل لافت، عبر المحلات والأسواق والفضاءات الكبرى، تجارة "التريز" التي هي مزيج بين الحلوى والشكولاطة والمكسرات وبعض الفواكه المجففة، تقتنيها العائلات الجزائرية في واحدة من أبرز مظاهر الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية، إذ عرضت منها كميات كبيرة، بعضها مغلفة في صناديق خشبية، وأخرى وضعت في قفف الدوم، ما أعطاها لمسة جميلة تأسر عشاق هذا التقليد. قامت "المساء" بجولة استطلاعية، في واحد من أشهر الأسواق الشعبية بالعاصمة، فكانت وجهتها سوق ساحة الشهداء، الذي يعرض فيه كل شيء للبيع، من ملابس وأوانٍ وخضر فواكه، وقطع ديكور وحلويات ومعجنات، وغيرها من البضاعة، ومن خلال ما هو معروض في هذا السوق، يدرك المتجول انعكاس الاحتفالية على يوميات سكان العاصمة. وقد أخذت حلوى "التريز" و"القشقشة"، وكذا عطور البخور والعنبر، هذه الأيام، حيزا كبيرا بين عروض التجار الموسمين على وجه الخصوص. اقتربت "المساء" من بعض الباعة هناك، الذين التف المتسقون حول طاولاتهم المبسوطة على الأرصفة والطرقات، في محاولة للظفر ببعض الحلويات، التي تكاد تختفي عن الأنظار، بسبب العدد الهائل للمتدافعين حولها، إذ أجمع عدد منهم، على أن هذه التجارة تنتعش خلال هذه الاحتفالية، في هذا الموسم من السنة، بعدما تحول تقليد "التريز" عادة شعبية لدى الكثير من الجزائريين، وأحيانا بإصرار من الأطفال، وحتى الكبار الأكثر شراهة وحبا للسكريات، إذ تكون هذه المناسبة فرصة لاقتناء كمية من الحلويات بأنواعها، دون الشعور بالذنب من خطر السكريات، التي سوف يتم تناولها خلال السهرات. وأشار بعض هؤلاء، من شباب وحتى أطفال، أن تلك التقاليد اليوم، تحولت من بيع حلويات مختلفة، إلى تزينها في سلة واحدة وتنويعها بين حلويات، شكولاطة، مكسرات وغيرها، تزين أحيانا ببعض الفواكه الجافة، كالتمر والتين وغيرها. علما أن أكثر ما يروج خلال هذه الأيام، يقول سمير، بائع بسوق ساحة الشهداء، شكولاطة دبي، التي تعد "ترند"، هذه الأيام، وقال: "وهي عبارة عن شكولاطة سوداء، محشوة بكريمة الفستق ومزيج من القطايف المقرمشة، ظهرت أول مرة لشركة من الإمارات، وأصبحت رائجة بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، سرعان ما توجهت بعض المؤسسات المصنعة للشكولاطة، حتى الجزائرية منها، لتصنيع أنواع محلية مشابهة لها، لاقت هي الأخرى إقبالا منقطع النظير. "واختلفت أسعار الحلويات المتنوعة بين 150 دينار للكيس الصغير إلى 700 دينار، فيه خليط من المكسرات، إلى جانب الحلويات. وفي هذا الصدد، أجمع عدد من المقبلين على اقتناء تلك الحلويات، من المواطنين، أن عادة الاحتفال ما هي إلا تقليد للتفاؤل بالسنة الجديدة، في حين يراها آخرون فرصة لإدخال الفرحة على العائلة والاستمتاع بأجواء من الفرحة رفقة الأقارب والأطفال، على مأدبة عشاء طيبة، ليكون ختامها حلويات ومكسرات في سهرة استثنائية بفرحة سنة جديدة مليئة بالخيرات.