احتفلت جامعة الجزائر أمس بالذكرى المزدوجة ذكرى الثمانين لرحيل العلامة الجزائري محمد بن أبي شنب والذكرى المئة لتأسيس جامعة الجزائر. جاء ذلك في إطار الملتقى الدولي محمد بن أبي شنب الذي تتواصل أشغاله بقاعة المحاضرات أبو العيد دودو بالنفق الجامعي بالجزائر العاصمة. بهذه المناسبة أشاد رئيس جامعة الجزائر الطاهر حجار بخصال المرحوم بن شنب معدداً أفضاله العامة خاصة في مجال التعليم مستشهداً بأقواله المأثورة. وذكر حجار في كلمته الافتتاحية بان ملتقى بن أبي شنب هو مسك ختام الملتقيات التي اعتادت هيئته على تنظمها طيلة السنة. وتوقف حجار في مداخلته حول''تاريخ جامعة الجزائر:الماضي والحاضر'' عند أهم النشاطات الثقافية والأدبية التي احتضنتها الجامعة وكذا أهم مراحل تطور الجامعة منذ تأسيسها في 1909 . من جهته أكد مصطفى فاسي عميد كلية الآداب واللغات أهمية هذا الملتقى الذي يتواصل إلى غاية 17 ديسمبر الجاري، كاشفا النقاب عن أبرز محطات بن أبي شنب العلمية والثقافية والأدبية . وقال فاسي ''إن الوقت قد حان لنفض الغبار على التاريخ وعلى أولئك العلماء الذين أنجبتهم الجزائر في مقدمتهم العلامة بن أبي شنب الذي وصفه ''بأبرز رجالات الجزائر، حيث استطاع أن يحقق انجازات باهرة في وقت مظلم ومبكر''. ولم يفوت رئيس جامع بوزريعة عبد القادر هني فرصة تواجده ضمن المدعوين في هذا الملتقى ليقول كلمته في هذا الرجل العظيم ''الذي دون اسمه في سجل الحركة الثقافية والعلمية بالجزائر بأحرف من ذهب''، مشيدا بخصال ومناقب الفقيد الذي وصفه بالرجل ''الذكي والشجاع''. وبلغة الأرقام قدم هني عدد البحوث التي نشرها العلامة بن شنب حسب الدراسة التي أجراها مؤخرا الطيب لعروسي مدير مكتبة معهد العالم العربي بباريس وهو 64 بحثا باللغة الفرنسية . وقال هني إنه إلى جانب المؤلفات وإعداد الفهارس والمقالات ترك بن شنب إرثا كبيرا في مجال الترجمة التي لتزال مخطوطا إلى يومنا هذا تحتاج إلى الاهتمام بها وتدوينها في كتب حتى يستفيد الجميع منها. وتواصل الملتقى الذي شارك فيه أساتذة وباحثون من داخل الوطن ومن الخارج من كل من سوريا، الأردن، سلطنة عمان، مصر، السينغال وفرنسا، بإلقاء مداخلات حول العلامة بن أبي شنب منها مداخلة عبد الحميد بورايو من الجزائر حول ''محمد بن أبي شنب والسياسة'' تطرق من خلالها إلى طرح الموقف السياسي لمحمد بن شنب، انطلاقا من الإشارات الواردة في كتابات وخطب عدد من الأعلام الذين تناولوا شخصية هذا العلامة .وتوقف الأستاذ بشير كحيل من جامعة عنابة عند جهود أبي شنب في تحقيق التراث من خلال البحث عن خصوصيات المشروع الفكري لدى العلامة.