رحّب الشارع الجزائري بموقف السلطات الجزائرية الحازم تجاه فرنسا بعد قرار رفض دخول المؤثر الجزائري الذي حاولت السلطات الفرنسية ترحيله إلى الجزائر، معتبرين القرار موقفا سياديا لبلد حر ومستقل يرفض التدخل في شؤونه الداخلية وأي إملاءات من الخارج ولا ينحني أمام المساومات والضغوطات والمؤامرات التي تحاك ضده. وبعد الردّ الرسمي المفحم على الجانب الفرنسي من قبل الخارجية الجزائرية عبر بيانها أمس، جاءت ردود فعل الشارع الجزائري متناسقة مع الرد الرسمي، مستنكرة حملة التكالب على الجزائر من قبل أحزب ووزراء فرنسيين يحسبون على اليمين المتطرّف، خاصة بعد رفض السلطات الجزائريين استقبال المؤثر الجزائري الذي رحّلته فرنسا نهاية الأسبوع، باعتبار أن إجراءات الترحيل غير قانونية ومخالفة لما تنصّ عليه الاتفاقية القنصلية ل24 ماي 1974 الموقّعة بين البلدين. وفي هذا السياق ردّ الشارع الجزائري بأن الجزائر حصلت على استقلالها كاملا منذ 63 سنة وأن فرنسا التي لا زالت تحن إلى دورها ك«دركي إفريقيا" ولّى وانتهى بفضل الأحرار، وأن قرار تقليص أو إلغاء التأشيرة كما يطالب به وزراء وأحزاب فرنسا بعدما لم يجدوا أي ورقة ضغط أخرى ضد الجزائر، لن يحرّك ساكنا في نفوس الجزائريين ولن تتضرر منه الجزائر، لأن فرنسا هي المستفيد حاليا من عائدات سفر الجزائريين إليها سواء للسياحة أو العلاج أو التسوّق.ويرى الجزائريون أن اللعب على ورقة التأشيرة "سخافة سياسية" تؤكد فشل الساسة الفرنسيين وغباءهم السياسي، لأن السفر إلى فرنسا ليست ضرورة ولا أولوية، وأن دخولها من عدمه لا يزيد ولا ينقص شيئا باعتبارها ليست الوجهة الوحيدة في العالم التي يقصدونها للسياحة، وللدراسة، وللعلاج، وحتى للأعمال في وقت باتت فيه عدة دول صديقة بأوروبا وخارجها تتيح فرصا أكثر إغراء وأكثر ربحا وفائدة في مجال الشراكة والأعمال. ويرى عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أنه حان الوقت للالتفات باتجاه الدول الصديقة في أوروبا والتي لطالما واقفت إلى جانب الجزائر في محنها وساندتها منذ الثورة ولم تقطع علاقاتها معها في الأوقات الصعبة خلال العشرية السوداء، وتحترم مواقف الدولة الجزائرية التي ترفض التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان وترفض التدخل في شؤونها. وعرفت مواقع التواصل الاجتماعي والشارع الجزائري على وجه الخصوص تواصل ردود الفعل على حملة التكالب الفرنسي ضد الجزائر ومقوّماتها من قبل "فرنسا الرسمية"، مؤكدين الوقوف في صف واحد رافضين كل أشكال التدخل في الشأن الداخلي للجزائر، التي تبقى بلدا يتمتع بكل السيادة في قراراته وفي تطبيق قوانينه، كما لا تحتاج الجزائر للإملاءات من الخارج مهما كانت. واتفق عديد المتابعين أن تصريحات المسؤولين الفرنسيين تجاوزت الحدود والأعراف الدبلوماسية هذه المرة على خلاف سابقاتها بعدما صرّح وزير الداخلية الفرنسي أن "الجزائر تحاول إذلال فرنسا" ما هي إلا محاولات بائسة من اللوبي والجماعات الضاغطة بفرنسا للضغط على الجزائر ولعب دور الضحية.