يطمح المنتخب الوطني لكرة اليد رجال، في خرجته العالمية السابع عشرة، إلى تحقيق أفضل مشوار له في تاريخه، خلال المونديال التاسع والعشرين للكرة الصغيرة، الذي ينطلق اليوم (الثلاثاء)، ويستمر إلى غاية 2 فيفري القادم، بكل من الدانماركوكرواتيا والنرويج، من 14 جانفي إلى 2 فيفري 2025. وسيدشن السباعي الجزائري المتواجد في المجموعة الثانية التي ستلعب لقاءاتها بمدينة هيرنينغ الدنماركية، مشواره في المونديال، بمواجهة بطل العالم وصاحب الديار، منتخب الدنمارك، في حدود الساعة الثامنة والنصف ليلا (20:30 سا) بتوقيت الجزائر، بينما سيواجه نظيره الإيطالي يوم الخميس 16 جانفي الجاري على الساعة السادسة مساء (18:00 سا)، على أن يُختتم الدور الأول بمواجهة واعدة أمام المنتخب التونسي، يوم السبت 18 من الشهر ذاته، في حدود السادسة مساء (18:00 سا). ويدرك المنتخب الوطني جيدا، أن المهمة ستكون صعبة للغاية، لتحقيق انتصار واحد على الأقل، يفتح له باب الدور الرئيس من المنافسة على مصراعيه، وعليه يسعى إلى تحقيق مشوار أحسن من ذلك الذي أداه في مونديال 2023 بالسويد وبولونيا، عندما اكتفى بالمركز ما قبل الأخير، بفوز وحيد حققه في المباراة الأخيرة للدورة، أمام منتخب الأوروغواي بنتيجة (34-33)، مقابل تسجيله ستّ هزائم في مرحلة المجموعات، وكأس الرئيس. وحسب الإحصائيات المسجلة في النسخ الثلاث الأخيرة للمنافسة العالمية قطر 2015، مصر 2021، بولونيا والسويد 2023، سجلت التشكيلة الوطنية انتصارين من أصل 20 مباراة، وهو ما سيجعل اللاعبين أمام حتمية رفع التحدي في خرجتهم الجديدة؛ بالاعتماد، بالدرجة الأولى، على خبرة وحنكة عدد من العناصر التي ساهمت بقسط وافر في التأهل للموعد العالمي الجديد، بفضل مركز الوصافة المحرز في شهر جانفي 2024، عندما بلغت المباراة النهائية لبطولة إفريقيا للأمم 2024، قبل أن تتعثر أمام المنتخب المصري منظم الدورة (21- 29)، وهي الهزيمة الأولى بعد خمسة انتصارات متتالية. وأفرزت قرعة مونديال 2025، برمجة أول مباراة لرفاق اللاعب المتألق، أيوب عبدي، في هذه الدورة ضد العملاق العالمي منتخب الدانمارك، بطل العالم للدورات الثلاث الأخيرة، والمرشح القوي للتتويج بلقب رابع تواليا، لا سيما أنه يلعب بميدانه بقاعة ''يسك بتنك بوكسيتغ'' بمدينة هيرنينغ الدانماركية أمام جماهيره. وهي المباراة التي يسعى خلالها أصحاب اللونين "الأخضر والأبيض" إلى رفع التحدي فيها؛ من أجل تحقيق نتيجة إيجابية قبل خوض المبارتين المواليتين، أمام إيطاليا، ثم تونس المهمتين، أيضا، للتأهل للدور الرئيس. واستعدادا لهذا الحدث العالمي، أجرى أشبال المدرب الوطني فاروق دهيلي، تربصا أخيرا في كرواتيا، وضع خلاله اللمسات الأخيرة على التشكيلة الوطنية، التي خاضت ثلاث مباريات ودية أمام منتخب سلوفينيا، أسفرت عن فوز هذا الأخير (37- 32)، قبل أن يتعادل "الخضر" أمام كوبا (33-33)، ويفوزوا على قطر (27- 25). وبخصوص التعداد المطالَب بالدفاع عن الألوان الوطنية، تتوفر الجزائر على مجموعة تجمع ما بين الخبرة والشباب؛ على غرار المدافع الأيمن أيوب عبدي، الذي تألق، بشكل لا فت، مع نادي نانت الفرنسي في منافسة رابطة الأبطال الأوروبية، مسجلا 22 هدفا، بالإضافة إلى 30 هدفا في البطولة الفرنسية؛ حيث يتوفر على معدل 2.79 هدف في المباراة الواحدة، وإلى جانب عبدي، يوجد عنصران آخران تألقا وطنيا قبل الاحتراف في أوروبا، وهما المدافع مسعود بركوس (34 سنة)، والحارس خليفة غضبان (28 سنة) الذي ينشط، حاليا، مع نادي إيرلنغان في البطولة الألمانية، وهشام داود، ومصطفى حاج صادوق، وإسلام كعباش. يُذكر أن المغامرة الدولية للخضر في بطولة العالم، انطلقت عام 1974، وتواصلت بصورة منتظمة؛ حيث حققت أفضل نتيجة لها في دورة 2001 بفرنسا، باحتلالها المركز الثالث عشر من أصل 24 منتخبا. وخلال مشاركاتهم 16 في المونديال، لعب "الخضر" 98 مباراة، حققوا خلالها 19 انتصارا، و11 تعادلا، و68 هزيمة. وتم توزيع المنتخبات 32 المتأهلة لمونديال 2025، على 8 مجموعات، تضم كل مجموعة 4 منتخبات؛ حيث تتأهل المنتخبات الثلاثة الأولى للدور الرئيس، بينما تلعب المنتخبات الأخرى منافسة كأس الرئيس. مقابلات مجموعة السباعي الجزائري (الدور الأول) ❊ اليوم الأول (الثلاثاء 14 جانفي بتوقيت الجزائر) إيطاليا - تونس (17:30 سا) الدانمارك - الجزائر(20:30 سا) ❊ اليوم الثاني (الخميس 16 جانفي) إيطاليا - الجزائر (18:00 سا) تونس - الدانمارك (20:30 سا) ❊ اليوم الثالث (السبت 18 جانفي) الجزائر - تونس (18:00 سا) الدانمارك - إيطاليا (20:30 سا) القائد بركوس: حظوظنا كاملة للتأهل للدور الثاني أبدى نجم المنتخب الوطني لكرة اليد، مسعود بركوس، عزمه رفقة زملائه، على تقديم أفضل ما لديهم في بطولة العالم لكرة اليد، مؤكدا امتلاكهم كامل الحظوظ لبلوغ الدور الثاني. وقال بركوس في تصريح للصحافة: "التحضيرات التي أجريناها استعدادا لهذه البطولة العالمية، كانت منقوصة بالنظر إلى عدم خوضنا مباريات من المستوى العالي"، مضيفا: "بقدومنا إلى كرواتيا خضنا ثلاث مباريات تحضيرية، سمحت لنا بتدارك النقائص رغم أن تعدادنا كان منقوصا من خمسة لاعبين؛ بسبب مشكل التأشيرة". وواصل قائد السباعي الجزائري: "نملك كامل الحظوظ للتأهل للدور الثاني من البطولة العالمية، ضمن المجموعة التي نتواجد فيها إلى جانب الدنمارك، إيطالياوتونس، وعليه سندخل أجواء المنافسة من دون عقدة. وسنلعب كل حظوظنا منذ اللقاء الأول، الذي سيكون ضد المرشح الأول لنيل اللقب، المنتخب الدنماركي. لكن لحسن الحظ أن القرعة أنصفتنا باللعب معه في الجولة الأولى؛ لأن المواجهة ستكون معيارا حقيقيا لمستوى الفريق. وسنقدّم كل ما علينا فوق الميدان؛ لأنه لا يوجد ما سنخسره بما أننا سنواجه واحدا من أقوى المنافسين في كرة اليد"، مبرزا في الوقت نفسه: " لا بديل أمامنا سوى الدخول في المنافسة من دون أيّ ضغط. وسنعمل على تسيير اللقاءات الواحد تلو الآخر؛ لأننا سنلعب ضد ايطاليا في الجولة الثانية، وبعدها مع تونس. ويبقى هدفنا الأول التأهل للدور الرئيس". وختم كلامه بالقول: "ندرك أن المهمة التي تنتظرنا ليست سهلة، لكن لدينا ثقة في إمكانياتنا، وفي التعداد الحالي للمنتخب الوطني". الحارس غضبان: نسعى لبلوغ الدور الرئيس يرى حارس السباعي الجزائري خليفة غضبان، أن حظوظ الجزائر في الموعد العالمي المتجدد، ستكون كبيرة، وأن المباريات ستكون صعبة جدا بداية بمواجهة العملاق العالمي الدانمارك، الذي يتوفر على تقاليد عريقة في هذه الرياضة، بينما يأمل الخضر في رفع التحدي أمام منتخبي إيطالياوتونس، وكله أمل في بلوغ الدور الرئيس. وعلّق غضبان قائلا: " لدينا حظوظ للعبور إلى الدور الثاني في مونديال كرة اليد. والدليل على ذلك المباريات الدولية الودية الثلاث التي خاضها السباعي الجزائري، والتي سمحت له بتقييم المستوى العام للمجموعة. كما إنها ساعدت اللاعبين على استعادة روح الفريق، واللعب مع بعض بعد غياب طويل عن المنافس"، مشيرا إلى أن "اللقاءات الودية ضرورية للتحضير، وعليه سنقدّم كل ما لدينا لتشريف الراية الوطنية، وتحقيق التأهل للدور الرئيس من مونديال 2025". ويُعد الحارس غضبان الذي يدافع عن عرين التشكيلة الوطنية منذ 2016 وكان عمره آنذاك 20 سنة، من بين أحسن حراس المرمى الذين أنجبتهم كرة اليد الجزائرية؛ على غرار الهاشمي، وبوسبت، وأوشية وغيرهم. وتقمّص ألوان العديد من الأندية؛ منها مولودية الجزائر قبل الانتقال إلى أوروبا؛ حيث لعب لأنديةٍ إسبانيّةٍ ومقدونيّة ورومانيّة، ليستقر به المطاف في ألمانيا مع نادي إيرلنغان.