أكد السيد موسى عرادة عميد كلية الطب بالجزائر أمس أن الندوة الدولية لعمداء وكليات الطب الناطقة بالفرنسية التي تحتضنها العاصمة، تسمح لكلية الطب والهيئة الوطنية لعمداء وكليات الطب في الجزائر المتكونة من 11 كلية بإقامة شراكة بيداغوجية وعلمية مع مجموع كليات الطب للدول ال30 الأعضاء للهيئة الدولية، ومن ثم "ربط الجزائر بنظيراتها من الدول التي تشهد ثورة في مجال الصحة والطب". وقال السيد عرادة في تصريح للصحافة أن وضعية تكوين طلبة الطب وتدريسهم بالجزائر يحتاج إلى ضرورة تحسين التكوين وتطوير مستوى أساتذة القطاع، موضحا "إنها الفرصة المناسبة للاستفادة من التطورات الحاصلة في العالم، ومناسبة للاحتكاك بخبرات 30 دولة حاضرة في هذه الندوة بالعاصمة". وأكد في هذا السياق أن الطريق إلى ذلك ليس بالصعب ولكنه ليس بالسهل كذلك وأنه لابد من تسخير الإمكانيات اللازمة للحصول على أطباء أكفاء يعتمد عليهم في توفير الصحة المنشودة للمواطنين والمجتمع على حد سواء. وأوضح عميد كلية الطب بالعاصمة ورئيس الهيئة الوطنية لعمداء وكليات الطب، ان السياسة المدرجة -لافتكاك الشراكة- تتقيد بالتركيز على الجودة، والعمل الديناميكي والمتواصل، مشددا في هذا الاتجاه على أهمية التفتح على الكليات الأخرى في العالم والاستفادة من تجاربها عن طريق الاحتكاك، ولهذا فإن الشراكة المنشودة سوف تفتح آفاق واعدة بالنسبة لأساتذة وطلبة الطب، مما سيمكنهم من التنقل إلى الدول العضوة في الهيئة العالمية والنهل من جامعاتها بسهولة. وأضاف المتحدث أنه يجب دائما إعادة النظر في منهجية التكوين المطبقة في الجزائر ووصفها بالبعيدة عن الكاملة و"أن مثل هذه الندوات تضعنا أمام الواقع الذي يفرض مسايرة المستجدات على غرار ظهور مرض أنفلونزا الخنازير". وفي سياق متصل ركز السيد عرادة على جانب التخصصات الطبية التي يجب حسبه جمعها تحت جبهة واحدة في سبيل الاعتناء والتكفل بالمريض من مختلف النواحي بما فيها النفسية والبيئية ومن المحتمل أن تصل حتى إلى الجوانب البيطرية بحكم أن هناك أمراض جديدة تصيب الإنسان والحيوان معا، واسترسل في قوله "يجب تكوين أطباء أكفاء واعين بمسؤولياتهم اتجاه صحة المواطن". وأوضح عميد كلية الطب أنه من الضروري العمل لرفع مستوى أساتذة الطب تماشيا مع البرامج الدراسية العالمية، وأنه يتم التفكير في الوقت الحالي في الاستفادة من التكوين الذي أطلقته الجامعة الفرنسية لهذا الموسم لفائدة أساتذة كليات الطب بالدول الأعضاء في الهيئة الدولية، وذكر ان الهيئة الدولية لعمداء وكليات الطب الناطقة بالفرنسية جاءت لبحث سبل تطوير وتحسين كليات الطب من خلال ضبط معايير خاصة بها وهذا بالتعاون مع الفيدرالية العالمية للتربية الطبية، بعد أن طفت إلى السطح الحاجة الملحة إلى تحسين تكوين الأساتذة بعد أن لوحظ الضعف في مستوى الطلبة في بعض الدول المعنية بالهيئة الدولية. وتجدر الإشارة إلى أن اللقاء الجارية فعالياته بنزل الأوراسي يختتم اليوم، وقد حضره 120 عميدا وأستاذا في الطب قدموا من 30 دولة مثلت أربع قارات وتضمن برنامج الجمعية العامة لهذه الندوة محاضرات حول المجلس البيداغوجي والمجلس العلمي والمجلس التقييمي وتمحورت أهم المواضيع الرئيسية للندوة حول التكوين البيداغوجي للمكونين والمراجع البيداغوجية الطبية وتنظيم الدراسات والإعلام العلمي والتقني والمعايير اللازمة لاعتماد كليات الطب والتعاون الدولي والشهادات الجديدة ومائدة مستديرة حول مشاريع الندوات الوطنية والإقليمية.