احتضنت مدينة دار السلام التنزانية، أمس، قمة لبحث الأزمة القائمة في جمهورية الكونغو الديمقراطية على خلفية سيطرة متمردي حركة "23 مارس" على مناطق واسعة شرق البلاد. شارك في القمة الرئيسان الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي والرواندي بول كاغامي، إضافة إلى عدد من القادة الإقليميين منهم رؤساء كينيا والصومال وأوغندا وزامبيا وزيمبابوي. ويأتي عقد هذه القمة لقادة إفريقيا الجنوبية والشرقية في تنزانيا في مسعى للتوصل إلى حلّ للنزاع الذي يمزّق شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ أكثر من ثلاث سنوات، والذي تصاعدت وتيرته في الأسابيع الأخيرة. وحثّ الرئيس الكيني، وليام روتو، جميع القوات المسلحة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية على وقف الأعمال القتالية فورا. وقال روتو، الذي يرأس حاليا مجموعة شرق إفريقيا "ندعو جميع الأطراف إلى تفعيل وقف إطلاق النار، وخصوصا حركة إم 23 لوقف تقدّمها الميداني والقوات المسلحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية لوقف جميع إجراءات الرد". واعتبر الرئيس الكيني أن "وقف إطلاق النار الفوري السبيل الوحيد الذي يمكن من خلاله توفير الظروف اللازمة للحوار البنّاء وتنفيذ اتفاق سلام شامل". ويشهد شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية الغني بالمعادن، منذ أسابيع، معارك بين الجيش الكونغولي وحركة "23 مارس" المتمردة، بعدما بسطت هذه الأخيرة سيطرتها على مدينة غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو وزحفت باتجاه إقليم جنوب كيفو. وحسب تقديرات الأممالمتحدة، فقد خلفت المواجهات ما لا يقل عن 2900 قتيل وأكثر من 2800 جريح، كما تسببت في نزوح مئات آلاف الأشخاص. ومنذ سقوط غوما الأسبوع الماضي، إثر اشتباكات عنيفة وتدهور حاد في الظروف الإنسانية الكارثية أصلا، انتقلت المعارك إلى إقليم جنوب كيفو المجاور. وتخشى بلدان كثيرة مجاورة اشتعال الوضع في المنطقة في غياب حلّ دبلوماسي سريع للنزاع في الكونغو الديمقراطية. ومنذ اندلاع النزاع في 2021، أُبرمت نحو ست اتفاقات هدنة ووقف إطلاق نار دون تحقيق الاستقرار شرق الكونغو الديمقراطية، الذي يكتسي ميزة استراتيجية بموقعه في منطقة البحيرات العظمى عند تخوم رواندا وأوغندا.