* بلوغ النّوعية يستدعي تكوينا مستمرا في الهندسة والميكانيك أكد رئيس النادي الاقتصادي الجزائري، سعيد منصور، أن إنشاء شبكة وطنية لصناعة قطع الغيار بالجزائر، يحتاج إلى إقامة شراكات مع مصنّعين رائدين للاستفادة من خبرتهم لتطوير هذه الصناعة الواعدة، مع إقامة دورات تدريب مع مراكز مختصة في الهندسة داخل وخارج الوطن. أوضح منصور، في تصريح ل«المساء" أمس، أن تكوين شبكة وطنية لتصنيع قطع غيار السيارات كما أعلن عنه وزير الصناعة، أول أمس، عن تنظيم لقاءات على مستوى الوزارة قريبا لتجسيد الشبكة، باعتبار المشروع "مهم للغاية" و«طموح" لتطوير صناعة قطع الغيار التي تعد من أهم الصناعات التي تحتاجها البلاد باستمرار للاستجابة لحاجيات السوق المتزايدة من جهة، ولما لها من أهمية للدفع بالاقتصاد الوطني من جهة أخرى. وأضاف منصور، أن إنشاء شبكة لصناعة قطع غيار السيارات للمبتدئين الذين لديهم مستوى معين، يستند إلى عدة عوامل أساسية لضمان النجاح والنمو في هذا القطاع، بما أن صناعة قطع غيار السيارات هي صناعة تحتاج إلى خبرات فنّية عالية وتكنولوجيا متطورة، فضلا عن الالتزام بالمعايير الصارمة، وهو ما يجعل بناء شبكة فعّالة يتطلب تخطيطا دقيقا واهتماما خاصا بالتفاصيل وفقا للمقاييس الدولية، لما لهذه القطع من علاقة مباشرة بسلامة وأمن الأشخاص. واقترح المختص في مجال قطع غيار السيارات، أن تأسيس شبكة صناعة قطع غيار سيارات قوية ومستدامة للمبتدئين يستدعي تأسيس شراكات استراتيجية مع الشركات الكبرى الرائدة في التصنيع، سواء من خلال تقديم مكونات أو تصاميم للقطع التي يمكن أن تصنع محليا، ملحا على أهمية هذا التعاون للاستفادة من خبرات وتجارب عملية كبيرة تمكن من الوصول إلى صناعة منتوجات ذات جودة عالمية وفقا للمقاييس الدولية، مما يجعلها لا تقتصر على سوق خدمات ما بعد البيع فقط، بل توجه أيضا إلى التركيبة الأولى بعد اعتمادها من طرف مصنّعي السيارات لتركيبها بسياراتهم عند التصنيع قبل خروجها من المصنع عندما تكون قطع ذات نوعية جيدة. وأوضح منصور، أن هذه الشراكة والاستفادة من الخبرات المحلية والدولية يمكن أن تكون في شكل دعم من مؤسسات تصنيع قطع غيار رائدة، من خلال تدريب العاملين في المصانع الجزائرية لإنتاج قطع الغيار على أحدث التقنيات واستخدام المواد المتطورة.كما ألح رئيس النادي الاقتصادي، على أهمية الاستثمار في التعليم والتدريب الفنّي من خلال برامج تدريب متخصصة، خاصة وأن صناعة قطع غيار حديثة تتطلب مستوى معين من الخبرة، مما يستدعي تطوير مهارات القائمين على هذه الصناعة من المبتدئين، سواء من خلال التدريب الداخلي أو التعاون مع مراكز تعليمية متخصصة في الصناعات الهندسية. وتجدر الاشارة إلى أن صناعة قطع الغيار بالجزائر بدأت تعرف حركية في السنوات الأخيرة، حيث أحصت البورصة الجزائرية للمناولة 100 مؤسسة مصغرة، قادرة على إنتاج قطع غيار وأكسيسوارات لمصانع السيارات بالجزائر، اذ أكد رئيس البورصة كمال أكسوس، ل«المساء" في وقت سابق أن 20 مؤسسة منها جاهزة وقادرة على الانطلاق في النشاط مباشرة، وسبق لها التعامل مع مصانع التركيب السابقة المغلقة.