في الوقت الذي يستعد فيه الاتحاد الإفريقي لتجديد الهيئات الإدارية لمفوضيته بمناسبة قمته 38 المقرّرة يومي 15 و16 فيفري الجاري، قدّمت الجزائر ترشيحا استثنائيا لمنصب نائب رئيس هذه الهيئة الاستراتيجية، ممثلا في شخص سفيرتها في أديس أبابا وممثلتها الدائمة لدى الاتحاد الإفريقي، السيدة سلمى مليكة حدادي. أطلق وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، حملتها الانتخابية رسميا في 17 ديسمبر 2024، من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، فيما يقدمها نظراؤها كدبلوماسية محنكة لديها خبرة تجاوزت العقدين من الزمن لصالح السلام ووحدة القارة، حيث تجعلها خبرتها المهنية الغنية ومهاراتها القيادية ورؤيتها الاستراتيجية وفهمها للقضايا القارية والدولية تجسّد حقا تطلّعات القارة إلى السلام والوحدة والتنمية المستدامة. وساهمت المناصب المختلفة التي تبوأتها السيدة حدادي خلال مسيرتها الدبلوماسية في تشكيل شخصيتها وتعزيز التزامها وتكريس قناعتها بالقيم الإفريقية المستمدة من التاريخ الثوري للجزائر. كما أثبتت طوال مسيرتها المهنية مهاراتها في التفاوض مع الدول الأعضاء والمنظمات والشركاء الإقليميين والدوليين. ومن بين صفاتها، قدرتها الكبيرة على بناء التوافق وتشجيع الابتكار والحصول على نتائج مقنعة، في سياقات متعدّدة الثقافات واللغات، مع العلم أنها تتقن اللغات الثلاث الرئيسية في الاتحاد الإفريقي، وهي العربية والإنجليزية والفرنسية. وتميزت السيدة حدادي بكفاءتها في إدارة المهمات الدبلوماسية المعقّدة من خلال تمثيل الجزائر وإفريقيا على أفضل وجه في المفاوضات وعمليات صنع السياسات ذات الأهمية العالية. وقد مكنتها مشاركتها في مختلف عمليات التفاوض من اكتساب الخبرة والمعرفة العميقة بالاتحاد الإفريقي، وفهم أفضل للقضايا والتحديات التي يواجهها هذا الأخير كهيئة إفريقية، وكذلك جميع أجهزته المسؤولة عن المساهمة في تحقيق أهدافه. ومن منطلق كونها الممثلة الدائمة للجزائر لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا، قدّمت السيدة حدادي مساهمة قيمة في تحقيق أهداف الهيئة الإفريقية وتعزيز الحوار والتعاون مع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي. كما ساهمت في تعزيز وحدة وتماسك المنظمة وجعلها فاعلا مؤثرا على الساحة الدولية. وبفضل مهاراتها، برزت من خلال مساهمتها في عمليات السلام والأمن على المستوى الإفريقي، وعلى المستوى العربي كذلك بصفتها عضوا في شبكة الوسيطات العربيات. وتسلّط تجربتها في هذا المجال المعقد، الضوء على قدرتها الكبيرة على إقامة الروابط اللازمة بين ركائز الثلاثية المتمثلة في السلام والأمن والتنمية وحقوق الإنسان والحكم الراشد. كما تعكس مسيرتها المهنية وإنجازاتها العديدة والمتنوّعة التزامها وإرادتها وقدرتها على التفوّق في منصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي المخصّص لهذه الانتخابات عن شمال إفريقيا. وحدّدت المرشحة الجزائرية لنفسها هدف "تعزيز الإدارة الإدارية والمالية لمفوضية الاتحاد الإفريقي" و«تعزيز الثقة والتآزر بين المفوضية والدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي" و«تحسين التنسيق داخل أجهزة وهياكل الاتحاد الإفريقي والتعاون مع الشركاء".