يجتمع قادة الدول الإفريقية ومن بينهم رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, يومي السبت والاحد باديس ابابا, في اطار القمة السنوية للاتحاد الإفريقي التي ستشهد تجديد الهيئات القيادية لمفوضيته وذلك في سياق ظهور أزمات جديدة. و يتنافس على منصب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي, ثلاثة مترشحين, وهو المنصب المخصص هذه المرة لممثل من شرق افريقيا: الوزير الاول الكيني الاسبق رايلا أودينغا, ووزير شؤون خارجية جيبوتي محمود علي يوسف, ووزير الخارجية الاسبق لمدغشقر, ريشار اندرياماندراتو. ولخلافة التشادي موسى فقي محمد, يجب على المترشح الحصول على أغلبية ثلثي 55 دولة عضو في المنظمة, وهو انجاز يتطلب غالبا تحالفات إقليمية وإستراتيجية. من جانبها, قدمت الجزائر مرشحا بمستوى استثنائي لنيابة رئاسة هذه الهيئة الإستراتيجية, ممثلا في شخص سفيرتها باديس ابابا وممثلتها الدائمة لدى الاتحاد الإفريقي, السيدة سلمى مليكة حدادي. وستتم الانتخابات عن طريق الاقتراع السري وبأغلبية ثلثي الدول الأعضاء التي لها حق التصويت. كما يتوجب على رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي إقرار المحافظين الستة الذين انتخبهم المجلس التنفيذي للاتحاد والمدعوين لمساعدة الرئيس في إدارة المفوضية. أما عملية انتخاب الأعضاء الخمسة الجدد لمجلس السلم والأمن, فقد تم تأجيلها بعد تعذر الحصول على أغلبية ثلثي البلدان الأعضاء المطلوبة لمرشح منطقة شمال إفريقيا. وتتمتع الجزائر بحظوظ كبيرة في الحصول على عضوية مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي في الانتخابات المؤجلة إلى الشهر المقبل, بعد حصولها, على 30 صوتا من أصل 33 صوتا المطلوبة. وستعكف قمة الاتحاد الإفريقي من جانب اخر, على دراسة العديد من المسائل المدرجة في جدول الأعمال, منها تقارير نشاطات مجلس السلم والأمن, والاصلاح المؤسساتي للاتحاد الافريقي, والتقرير المرحلي حول منطقة التبادل الحر الإفريقي. كما سيناقش القادة الأفارقة دفع التعويضات للأفارقة, باعتبار ذلك خطوة ملموسة نحو التعويض عن المظالم التاريخية وتعزيز التهدئة لدى الشعوب الإفريقية والأشخاص من أصول افريقية. وتجدر الإشارة, الى ان موضوع هذه السنة المتمثل في "العدالة للأفارقة والأشخاص من اصول افريقية من خلال التعويضات", قد اختاره رؤساء الدول والحكومات خلال الدورة العادية ال37 للاتحاد التي جرت في فبراير 2023 باديس ابابا. اما الهدف المرجو, فيتمثل في المساهمة في جمع المواطنين الأفارقة والشتات الافريقي من اجل اقامة جبهة مشتركة وموحدة, من اجل قضية العدالة ودفع التعويضات للأفارقة نظير الجرائم التاريخية والفظائع الجماعية التي اقترفت ضد الأفارقة والاشخاص من اصول افريقية, سيما منها الاستعمار والتمييز العنصري والابادة الجماعية. كما يتعلق الامر باتخاذ موقف إفريقي مشترك حول التعويضات والتهدئة وكذلك لوضع برنامج عمل للاتحاد الإفريقي. كما يجب ان يتضمن هذا الموقف مجموعة من المبادرات الرامية الى معالجة المظالم التاريخية الناتجة عن الاستعمار والرق والتمييز الممنهج, سيما : الاعتراف التاريخي والتعويضات المالية واسترجاع الأراضي والحفاظ على التراث الثقافي والإصلاحات السياسية والمسؤولية الدولية وتمكين المجتمعات. كما سيتطرق اجتماع رؤساء الدول المزمع عقده يوم الجمعة قبل القمة الرسمية ليومي السبت والأحد, الى موضوع النزاعات المستمرة بكل من (الصومال وجنوب السودان ومنطقة الساحل والبحيرات الكبرى) وكذا الأزمات الجديدة (الكاميرون واثيوبيا والسودان و جمهورية الكونغو الديموقراطية). كما سيناقش القادة الأفارقة في هذا الاجتماع, إنشاء وكالة أفريقية للتصنيف الائتماني, ما يعكس التزام أفريقيا بتعزيز السيادة المالية للقارة ومواجهة التحديات الطويلة الأمد المرتبطة بوكالات التصنيف الائتماني الدولية.