افتتحت، أمس، بالعاصمة الاثيوبية أديس ابابا أشغال الدورة العادية 38 لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي تحت شعار "تعزيز قضية العدالة ودفع التعويضات للأفارقة" في خطوة ملموسة نحو تصحيح الأخطاء التاريخية وتعزيز التعافي لدى شعوب القارة والأشخاص ذوي الأصول الإفريقية. في هذا السياق، جدّد الرئيس الموريتاني، محمد والد الشيخ الغزواني، في ختام ولايته للاتحاد الإفريقي، الدفاع عن حقّ القارة في التمثيل المناسب في مجلس الأمن وفي المؤسّسات المالية متعدّدة الأطراف، مع ضرورة إعادة صياغة قواعد الحكامة الدولية وتعزيز التعاون متعدّد الأطراف. وقال إن تحقيق أهداف خطة العمل الثانية لتنفيذ أجندة 2063 يرتبط بقوة وعمق التنسيق ما بين الاتحاد الإفريقي والمجموعات الاقتصادية والآليات الإقليمية، حيث دعا القمة إلى تنفيذ القرارات "الجريئة" التي اتخذتها قمة مالابو الاستثنائية في ماي 2022 خاصة فيما يخص السلم والأمن بإفريقيا واعتماد إعلان نواكشوط بما يرسمه من آفاق لتعليم يكون دعامة تنموية مستدامة ورافدا قويا للأمن والاستقرار وخلق فرص العمل الملائمة تقليصا لدوائر البطالة والفقر والهشاشة. من جانبه، قال الرئيس الأنغولي، الذي تسلّم الرئاسة الدورية للمنتظم الإفريقي، أنه سيتعاون خلال فترة مأموريته مع كافة المؤسّسات والهيئات والعمل على إطلاق خطة بالتشاور مع الشركاء حتى يتمكن الاتحاد من إرساء مشاريع تساهم في المضي قدما بالقارة، لافتا إلى أن بلاده ستساهم أيضا في تنمية هذه الأخيرة من خلال تقديم الدعم في مجال الطاقة وتوليد الكهرباء. كما أكد أنه سيعمل على تفعيل وتسريع تنفيذ تطلعات أهداف الخطة العشرية لأجندة 2063 بما في ذلك التكامل القاري ومنطقة التجارة الحرة والشراكات الاستراتيجية والسلم والأمن والزراعة، مع التركيز على مبادرة "إسكات البنادق" التي تم إقرارها من قبل الاتحاد الإفريقي سنة 2013 بهدف جعل إفريقيا خالية من الحروب والنزاعات الأهلية بحلول عام 2030. وفي كلمة خلال افتتاح اشغال القمة، أكد الأمين العام الاممي، انطونيو غوتيريس، أن الوقت قد حان لجبر الضرر الناتج عن الاستعمار في القارة الإفريقية وأثره المستمر على شعوبها والتجارة بالرقيق، معتبرا بأنه "لا مبرر لبقاء إفريقيا غائبة عن التمثيل في مجلس الأمن وأنه سيواصل العمل مع الاتحاد الإفريقي لضمان التمثيل الذي تحتاجه إفريقيا بما في ذلك مقعدين دائمين في مجلس الأمن الدولي، مضيفا "نحتاج إلى تصحيح الأخطاء التي دامت طويلا والحلول موجودة". وخلال الجلسة الافتتاحية، شدّد رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، في كلمة له على أنه حان الأوان لبناء مستقبل ومصير مشترك للقارة الإفريقية وفق رؤية موحّدة تضمن الكرامة والمساواة والعدالة الجميع. وأبرز أن موضوع القمة يتمحور حول العمل على تضميد جراح المظالم التاريخية وتجاوز المعاناة التي أثرت على تطور القارة، لافتا إلى أنه نداء من أجل كرامة الملايين من البشر للقضاء على التمييز ووضع حد لاستغلال فرص وموارد القارة الطبيعية وإرساء قواعد مسار من التحوّل والتغيير لتجاوز اختلالات الماضي وتصحيح المظالم التي عانت منها القارة. من جانبه، قدّم رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي محمد، حصيلة ولايته المنتهية وتوقف عند بعض الإشكاليات والعقبات التي واجهها خلال 8 سنوات من توليه المنصب ومن بينها التحوّلات العنيفة التي أثرت على الاستقرار وتدهور المجال الصحي في أعقاب تفشي جائحة كورونا.وتضمنت الجلسة الافتتاحية لأشغال القمة الإعلان عن عضوية هيئة مكتب الاتحاد الإفريقي لعام 2025 من الأقاليم الخمسة للقارة الأفريقية بواقع رئيس مكتب الاتحاد وثلاثة نواب له إلى جانب مقرّر، مع العلم أن مهمة المكتب تتمثل في دعم أعمال رئاسة الاتحاد على مدار العام. كما تضمّنت الإطلاق الرسمي لموضوع العام 2025 حول "العدالة للأفارقة والأشخاص المنحدرين من أصل إفريقي من خلال التعويضات".