أشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس السبت بولاية تيبازة، على تدشين مصنع تحلية مياه البحر "فوكة 2" الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 300 ألف متر مكعب يوميا. استمع السيد الرئيس قبل مراسم التدشين إلى عرض حول سير الأشغال ومراحل إنجاز هذه المنشأة الحيوية التي تتربع على مساحة 7,15 هكتار بطاقة إنتاجية تقدّر بنحو 300 ألف متر مكعب يوميا، حيث ستضمن تزويد 3 ملايين نسمة من سكان ولايات الجزائر العاصمة وتيبازة والبليدة. ويندرج تجسيد هذا المشروع الهام في إطار البرنامج الوطني الذي أقرّه رئيس الجمهورية، في إطار دعم السيادة المائية للجزائريين ويتضمن إنجاز 5 محطات كبرى لتحلية مياه البحر بكل من ولايات الطارف (كدية الدراوش)، وبجاية (تيغرمت- توجة)، وبومرداس (كاب جنات)، وتيبازة (فوكة) ووهران (الرأس الأبيض)، بطاقة إنتاجية قدرها 300 ألف متر مكعب يوميا لكل محطة وبتكلفة تقارب 2,4 مليار دولار. وتهدف هذه المشاريع إلى تعزيز الأمن المائي وتأمين احتياجات المواطنين من المياه الصالحة للشرب، حيث تم الاعتماد على الكفاءات الوطنية والتكنولوجيات الحديثة في تجسيد هذا البرنامج الوطني الذي يعكس القفزة الهائلة التي قطعتها الجزائر في مجال تعزيز الأمن المائي. وحضر مراسم تدشين هذا المكسب الاستراتيجي كل من الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، وزير الدولة وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجدّدة محمد عرقاب، وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ابراهيم مراد ووزير الري، طه دربال، إلى جانب مسؤولي المؤسسات الوطنية المكلفة بالإنجاز. ويأتي تدشين هذا المصنع الجديد لانتاج المياه المحلاة، بعد أقل من 48 ساعة من تدشين السيد رئيس الجمهورية لمصنع تحلية مياه البحر بالرأس الأبيض بوهران، والذي وصفه بالإنجاز العملاق الذي يجسّد الإرادة الفولاذية للجزائر المنتصرة المتشبعة بروح ثورة نوفمبر المجيدة، معربا عن فخره الشخصي وفخر جميع الجزائريين بأن يتم تدشين هذا المصنع العملاق في ظرف 26 شهرا. فبعد أن ذكر، بالصعوبات التي عرفتها الجزائر في حفر الآبار العميقة غداة الاستقلال وكذا بالوتيرة البطيئة التي شهدها إنجاز المشاريع خلال الفترات السابقة، أكد الرئيس تبون أن "جزائر اليوم تجاوزت هذه المرحلة من خلال إنجاز المشاريع بالسرعة اللازمة والتكنولوجيا الكافية"، مستدلا بالقول "أنجزنا هذا المشروع العملاق في 26 شهرا ولنا بذلك الشرف أن ندشّنه اليوم باسم الجزائر والجزائريين والجزائر المستقلة، جزائر التحدي المنتصرة".