اختتم أمس راوول كاستروا رئيس مجلس الدولة ومجلس الوزراء الكوبي زيارته إلى الجزائر ،والتي دامت ثلاثة أيام وأجرى خلالها محادثات مغلقة و أخرى موسعة تخص ملف التعاون المشترك الذي يبقى مطروحا للنقاش على مستويات عديدة ،ووصف وزير الخارجية الكوبي الزيارة بالناجحة جدا،وتعد هذه الزيارة من بين أولى زيارات الرئيس راؤول كاسترو إلى الخارج منذ توليه رئاسة بلاده ما يفسر نوعية العلاقات التاريخية الودية والتضامنية القائمة بين الجزائروكوبا . وبناءا على تصريحات الرئيس الكوبي عقب اللقاءات و التي أجراها بقصر الرئاسة على مدي ثلاثة أيام ، فقد ذكر انه تم تحليل المسائل ذات الاهتمام المشترك خصوصا في مجال المبادلات التجارية والاقتصادية كما وصف العلاقات الجزائرية الكوبية بالهامة والمتينة ،حيث استعرض رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مع نظيره الكوبي الحصيلة الأولية للعلاقات الثنائية بعد الجهود المتواصلة لدفع سبل ووسائل التعاون بما ان البلدين يتقاسمان وجهات نظر عديدة حول القضايا المطروحة على الصعيد الوطني والدولي وقال كاسترو عقب هذه المحادثات بان العلاقات الكوبية والجزائرية اتسمت دوما بالوضوح وهي تعود إلى فترة ما قبل الاستقلال ويجري العمل حاليا من قبل كلا الدولتين على تعزيز ودعم هذه العلاقات نحو أفاق مثالية. وأوضح كاسترو أنه يجري العمل حاليا، على استحداث مؤسسة مشتركة جزائرية كوبية مختصة في تصنيع اللقاحات ،حيث سيستمر التعاون من خلال إنشاء مصنع مشترك من أجل إنتاج اللقاح بطاقة 5 ملايين جرعة خلال العام الأول من بدء الإنتاج بكلفة استثمار تقدر ب3.5 مليون يورو.مشيرا في هذا إلى ان المؤسسات المختصة في طب العيون التي أنجزتها كوبا في الجزائر لاقت نجاحا ملموسا ، والى ذلك أكد رئيس الدولة ومجلس الوزراء الكوبي بان كوبا تواصل الجهود لدعم التعاون في مجالات أخرى . وفي ضوء هذه الأحداث ،أكد أمس فليبى بيريز روكي وزير العلاقات الخارجية الكوبي المتواجد رفقة الوفد الكوبي بالجزائر ،على انه تطرق مع نظيره الجزائري مراد مدلسي إلى وسائل وسبل توسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين. حيث قال عقب المحادثات التي جمعته بمدلسي "لقد تطرقنا إلى توسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين كما أكدنا على الصداقة المتينة والتضامن المتبادل القائم بين الجزائروكوبا". وتوصل الوزير الكوبي إلى وصف تلك المحادثات بالواسعة والودية، كما أعرب عن ارتياحه التام للاجتماعات التي أبرمت بوزارة الشؤون الخارجية. وفي تبادل وزيري الخارجية للبلدين ،وجهات النظر حول المسائل الإقليمية والدولية المطروحة خلال هذه المرحلة تماما كما عبر عن ذلك الوزير الكوبي الذي قال "لقد تطرقنا إلى الوضع في أمريكا اللاتينية والقضايا ذات الاهتمام الإقليمي وقضايا الساعة وكذا إلى عملنا على مستوى حركة عدم الانحياز". وانتهى الوزير الكوبي إلى توجيه دعوة رسمية نظيره الجزائري للقيام بزيارة لكوبا كما وصف زيارة الدولة التي يجريها رئيس مجلس الدولة ومجلس الوزراء لجمهورية كوبا للجزائر بالناجحة. وكان الرئيس الكوبي والوفد المرافق له قد قاموا بزيارة للمتحف الوطني للمجاهد بالجزائر العاصمة للاطلاع على أهم المحطات التاريخية التي عاشتها الجزائر بدءا من إضافة إلى وقوفه بمقام الشهيد دقيقة صمت للترحم على أرواح الشهداء .