مرت ثلاثة أيام فقط على افتتاح الطبعة 13 للصالون الدولي للسيارات، وملامح الخيبة بدأت ترتسم على وجوه العارضين في قصر المعارض بالصنوبر البحري الذين اصطدموا بالحقيقة التي طالما تخوفوا منها قبل بداية المعرض وهي تراجع عدد الزوار سواء من المهنيين أو الجمهور الذي يعد الغائب الأكبر عن هذه التظاهرة التجارية والاستعراضية. وكل الظروف كانت مهيأة لاستقبال تدفق الزوار على المعرض الدولي للسيارات الذي تزامن افتتاحه مع بداية عطلة نهاية الأسبوع واقترانه بالتحسن الكبير في أحوال الطقس بتوقف الأمطار وارتفاع درجات الحرارة التي قابلتها برودة لدى الزائرين الذين يعدون بالعشرات فيما كانت تقدرهم شركة "سافكس" بالمئات والآلاف خلال الطبعات السابقة لنفس الصالون. فخلال اليومين الأول والثاني من الصالون تفهم المنظمون أن الظروف المناخية وتغيير عطلة نهاية الأسبوع حالت دون توافد الزوار، غير أن استمرار الوضع إلى غاية نهارأمس سرب الشك إلى نفوس المنظمين والعارضين الذين تضاءلت آمالهم في تحقيق مبيعات أو أرباح خلال هذه الدورة التي لا تعدو أن تكون سوى فرصة للفرجة بالنسبة للزائرين واستعراض كل ماهو جديد أو تأكيد الحضور ولو بتشكيلات قديمة بالنسبة لوكلاء السيارات الذين حولوا الصالون إلى فرصة لاستمالة جمهورالصحفيين وحملهم على إبراز محاسن هذه التظاهرة بعد أن أعجزهم غياب الزوارعن ذلك. وأمام الزخم الكبير للعارضين الذين انتشروا فوق مساحة تفوق ال25 ألف متر مربع وبزيادة أزيد من 4600 متر مربع عن السنة الماضية، سجل الصالون ولأول مرة غياب أهم شريك لوكلاء السيارات المعتمدين وهي البنوك باستثناء بنك "سوسييتي جينرال" الذي يقدم تسهيلات للشركات دون الأفراد. ولعل أهم ماشد "زمرة" المتدفقين على صالون السيارات هو عرض علامات جديدة كشف الستار عنها خلال اليومين الأولين والبالغ عددها 30 علامة جديدة يتقاسمها أعضاء جمعية وكلاء السيارات المعتمدين وهم 30 وكيلا وعدد من المستوردين، غير أنها وفي مجملها لاتتناسب والإمكانيات المادية للزبائن ولا لتطلعاتهم بعد أن أضحى للجودة والسعر مفهوم خاص واعتبارات دقيقة. واستغنى معظم الوكلاء عن صيغة التأمين الشامل للسيارة التي عوضت بعديد الهدايا الكهرومنزلية التي سترافق شراء كل سيارة أو بالتخفيضات التي تراوحت بين 25 ألف دينار و200 ألف دينار ولعل هذا مايفسر غياب العارضين من جانب شركات التأمين التي لم يحضر منها سوى شركتين فقط فيما تعمدت بعض العلامات إبعاد صيغة التأمين والاستغناء عنها خلال المعرض لاعتمادها من جديد بعد انقضاء هذه التظاهرة التي ستتزامن مع دخول دفعة من السيارات القادمة من ميناءي جيجل ومستغانم والتي ستعرف بالتأكيد ارتفاعا هاما في الأسعار مما سيعرض الزبون الجزائري إلى "ابتزازات" جديدة في مجال التسعيرة التي سيتكبدها المواطن وحده وهوالذي يقبض بالدينار ويشتري بالعملات الأجنبية. وأمام صالون السيارات أسبوع كامل يعلق عليه العديد من العارضين آمالا كبيرة خاصة أولئك الذين رفضوا التعليق واستباق الأحداث أو "الفشل".