كشفت مصادر رسمية أن وثيقة اتفاق المصالحة التي تعمل مصر على إعداد الصياغة النهائية لها تقترح إعادة السلطة الفلسطينية إلى إدارة الأوضاع في قطاع غزة إلى جانب الضفة الغربية. وقالت مصادر إعلامية مصرية أمس أن الوثيقة تتضمن عدة بنود منها عودة قوات السلطة الفلسطينية إلى إدارة الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية وتشكيل لجنة عربية عليا للإشراف على الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني. وكانت الوثيقة السابقة التي سلمت للفصائل الفلسطينية قد اقترحت إجراء الانتخابات في جوان 2010 بدلا من شهر جانفي القادم. وأكدت المصادر نفسها أنه لم يتحدد موعد توقيع الاتفاق لكنها أشارت إلى أن مصر تعتزم الدعوة إلى اجتماع فلسطيني شامل ابتدء من 19 أكتوبر الجاري على أن يتم التوقيع على اتفاق المصالحة يوم 22 أكتوبر بحضور عدد من وزراء الخارجية العرب. وتقود مصر منذ شهر مارس الماضي مساعي وساطة حثيثة من أجل حمل الفرقاء الفلسطينيين على التوصل إلى اتفاق نهائي وشامل يضع حدا لحالة الانقسام التي طال أمدها داخل البيت الفلسطيني. وكانت اضطرت في عديد المرات إلى تأجيل جلسات الحوار بعدما كان في كل مرة يتعذر على الفصائل الفلسطينية وخاصة حركتي فتح وحماس احتواء خلافاتهما لا سيما تلك المتعلقة بمسألة تشكيل حكومة وحدة وطنية وبرنامجها السياسي المفروض أن تتبناه وقضية المعتقلين لدى الجانبين إضافة إلى المسائل الأمنية. وفي الوقت الذي تستمر فيه المساعي من أجل رأب الصدع في البيت الفلسطيني واصل الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات على الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر من دون أن يبلغ عن سقوط ضحايا. وكان فلسطينيان اثنان قد استشهدا في حين أصيب ستة آخرون في الغارات التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي الأربعاء الأخير على هذه المنطقة بحجة تدمير أنفاق سرية تزعم إسرائيل أنها تستخدم لتهريب الأسلحة من رفح المصرية باتجاه قطاع غزة. ولا تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية عند هذا الحد فقد حذر الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 1948 من تنفيذ الجماعات اليهودية المتطرفة تهديداتها باقتحام المسجد الأقصى المبارك مجددا اليوم لأداء صلواتهم التلمودية. وقال الشيخ رائد أن "هذه الاقتحامات قد تشعل المنطقة بنار تأكل الأخضر واليابس بين الفلسطينيين والإسرائيليين" ودعا إلى ضرورة تشكيل درع بشري لحماية والدفاع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وأشاد الشيخ رائد بشجاعة "كافة المصلين والمواطنين الذين تصدوا ودافعوا عن الأقصى نيابة عن المليار ونصف مليار مسلم قبل أيام خلال اقتحام قطعان المستوطنين المتطرفين لباحاته". وكانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" دعت إلى النفير العام والتوجه إلى المسجد الأقصى المبارك ابتداء من اليوم لإحباط أية محاولة للمستوطنين والجماعات اليهودية لاقتحامه محملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن أية تبعات قد تنجم عن ذلك. يذكر أن جماعات يهودية متطرفة كانت قد دعت أنصارها إلى المشاركة في اقتحام جماعي للمسجد الأقصى المبارك بمناسبة ما يسمى ب"حلول عيد العرش العبرى" وذلك ابتداء من نهار اليوم ولغاية يوم الخميس المقبل. وكان المرجع الديني اللبناني محمد حسين فضل الله حذر من أن الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني قد دخلت مرحلة جديدة تستهدف التهويد الكامل للقدس الشريف وتهجير ما تبقى من الفلسطينيين فضلا عن ضرب حق العودة.